زوار متحف غراند بالاس يتمرغون بالألوان!

8

لمن يرغب بأن يجرب شعور الأطفال وهم يمرغون وجوههم وأياديهم الصغار بالألوان، بات بمقدوره أن يمرغ نفسه بالكامل في متحف غراند بالاس في العاصمة الفرنسية باريس، فقد لبّى النحات البريطاني أنيش كابور من مواليد مومباي دعوة وزراة الثقافة والاتصالات الفرنسية لتزيين ساحة المتحف هذه السنة، وأحضر معه كتلة حمراء ضخمة الحجم، سيكون بمقدور زوار المتحف التفاعل مع هذه الكرة… وحتى التمرغ فيها.

حيث تستضيف الوزراة كل سنة ضمن احتفالية MONUMENTA “مونيومينتا” الفنية أحد الفنانين المعاصرين البارزين في العالم لمدة ست أسابيع، ويبدو أن الاختيار هذه السنة قد وقع على كابور، النحات الشهير، الذي لطالما عُرف عنه ولعه الشديد بالألوان الحارة وبالذات اللون القرمزي، فنادراً ما نشاهد عملاً له يخلو من الألوان.

كما ويتميز كابور قيامه بتصميم منحوتات غريبة إن كان من ناحية المواد أو الحجم، وهذا ما يفسر ترشيح أوربت؛ البرج الحلزوني للمشاركة في الألعاب الأولمبية المزمع قيامها في عام 2012، ولا ننسى منحوتة مارسياس التي خطها كابور في عام 2002، حيث عودنا وهو الحائز على جائزة تيرنر العالمية على منحوتاتٍ من الوزن الثقيل، ومن مدة ليست ببعيدة، أتحفنا بسلسلةٍ من المرايا على شكل أسطحٍ منتشرة في جميع أنحاء قصر كينغستون في لندن.

أما هذه المنحوتة وتدعى “وحش البحر” فيتوقع لها كابور أن تكتسح جميع ما سبق، ممتدة على مساحة 13,500 م2، سوف تأخذنا “ليفياثان” بالذاكرة إلى القصة التي ذكرت في الإنجيل عن الوحش الذي ظهر من البحر، أو إلى واحدٍ من أمراء الجحيم السبعة في دراسة الشياطين، حيث تفرض سيطرتها على الكتلة الداخلية للمتحف، بينما من الخارج، سوف تستثيرك الكتلة الخارجية الحمراء للدخول إلى عمق الغشاء الشفاف.

مع كل خطوة سوف تشعر بأن نظرك بدأ بالزوغان، فقد أراد كابور -على حد تعبيره- خلق مساحة في قلب مساحة تستجيب لارتفاع المتحف القديم، وهنا فقط سوف يكون بمقدور الزوار التمرغ في اللون الأحمر الشبيه بلون الكرز، وحتى الأطفال سوف يفسح لهم المجال التعرف على التركيبة عن قرب والتفاعل معها من الداخل والخارج، يصحبهم مجموعة من المرشدين الفنيين على استعداد تام للإجابة عن أية استفسارات.

يُذكر أن الوزارة تعمل على مدى الأسابيع الستة المقبلة على التحضير لمزيدٍ من الأحداث الفنية، الهدف منها جميعاً تشجيع مجموعات الزوار على الحوار ما بين العمل والكلمات والموسيقى والرقص، إن كانت مجموعات طلابية أو ورشات عملٍ تعليمية.

إقرأ ايضًا