مضغوط ومفتوح في آنٍ واحد

1

يعتبر مركز Pegan Petkovšek الوطني للجمباز من تصميم فريق Enota المعماري جزء من عملية تجديد شاملة لمجمع سفوبودا الرياضي في ليوبليانا، كما ويعتبر أول قاعة من القاعات الثلاثة التي يتم بناؤها على الطرف الغربي من النطاق؛ الذي يربط ما بين الشارع والحديقة من جهة وما بين الملاعب الرياضية من جهة أخرى، حيث يتربع المبنى على الجزء الشمالي من هذا النطاق، ولكن هذا الموقع فرض في المقابل على مركز الجمباز نسبة البناء وارتفاع المبنى، وبدورها فرضت القيود العمرانية الصارمة تصميماً مضغوطاً -إن صح التعبير- يسمح بشيء بسيط من الانحراف.

وقد أدى ذلك، أي حجم القاعات الرياضية المضغوط، إلى تقسيم النطاق إلى ثلاثة أقسام واضحة المعالم، تخدم حالياً كقاعات، وتفصل ما بين هذه الأقسام مساحات تقف فيها السيارات، وبهذا ذهب التصميم في اتجاهٍ مغاير عن التصاميم العمرانية التقليدية، حيث بات بإمكان الحافلات والمشاة الوصول إلى المبنى من جميع الشوارع المحيطة بشكلٍ متعاقب، كما وتم تنظيم وصول حركة المرور من شارع Koprska في الجهة الغربية، بينما تم فصل ممرات المشاة عن جانب الحديقة في الجهة الشرقية، حيث تضم الحديقة بجوار المباني رصيف مركزي واسع يرتبط مباشرة مع منصات الوصول التابعة للقاعات.

عدا عن تأمين الوصول، كان على فريق Enota أن يعي مسألة غاية في الأهمية ألا وهي وظيفة المركز الوطني للجمباز، إذ يعتبر المركز في المقام الأول منشأة تدريب يومية يقضي فيها الرياضيون الكثير من الوقت، لذا كان لابد من ضخ الضوء الطبيعي في كافة أرجاء المبنى، في محاولةٍ لجعل الرياضيين يشعرون بوجود تماس مباشر مع الرياضة في جميع الأوقات.

أما العنصر الرئيس للتصميم، فقد كان تأمين نقطة اتصال مركزية متفرعة تربط ما بين جميع أجزاء المبنى، وكنتيجة سوف تغدو الإطلالة مفتوحة أكثر بالنظر إلى أماكن التدريب، هذا الانفتاح لا ينطبق فقط على القاعات الرياضية بل على المكاتب والمساحات المشتركة مع الفندق الرياضي أيضاً، بالإضافة إلى المتجر والمطعم والمساحات الأخرى.

ومن الملفت بأن نقطة الاتصال هذه تمتد من الخارج، ابتداءً من منصة الدخول أمام المبنى، وكأنها جزء من المدخل، كما وتمتد في الوقت نفسه باتجاه الأكشاك الخارجية، حيث تم تنفيذ مجموعة من الأكشاك بجوار المبنى تقوم بتدعيم الوظائف الداخلية في حال تطلب الأمر زيادة في مساحات التدريب.

بغض النظر عن أهمية هذه الأكشاك، تبقى المساحات الداخلية الأهم، فقد تم تصميم المبنى بهيئة مبنى مضغوط يضم قاعتين كبيرتين، الأولى منخفضة أكثر من الثانية، في حين تقع أجزاء المبنى الأخرى على طول الجانب الشرقي المطل على الحديقة وعلى المساحة فوق القاعة المنخفضة، ويسترعينا تنفيذ الجدران المحيطة باستخدام الفولاذ الخفيف للسماح للضوء بالدخول إلى الداخل، وينطبق الأمر ذاته على جدران الأجزاء الأخرى، حيث تحظى تلك الأخيرة بتصميم مماثل.

أما على السقف، فقد سمح التصميم الطولاني لتلك الأجزاء بتحويل الجدران المحيطة إلى عوارض جدارية مرتفعة، ونتيجة لذلك لا حاجة لبناء أية عوارض تصل بين الجدران وسقف القاعة الكبير نسبياً، كما وسمح هذا الإجراء بوجود ملاقف طولانية تتخلل السقف وتؤمن الإضاءة للأسطح الرياضية المركزية، والتي –بسبب عمق المبنى- لن تكون ممكنة بالاعتماد على أسطح الواجهة وحدها، وهكذا فإن سطح المركز بأكمله سوف يغدو مضاءً.

إقرأ ايضًا