تبعات مشروع عقدة التايمز بتوقيع فوستر

10

في الثامن والعشرين من نوفمبر ألقى المعماري العالمي اللورد فوستر، البروفيسور الزائر في كلية الجغرافية والبيئة، ألقى محاضرته السنوية كجزءٍ من برنامج “هيومانيتاس” في قاعة نيلسون مانديلا للمحاضرات في جامعة أوكسفورد.

حيث وتحت عنوان “البنية التحتية، إرثٌ ودروس” تم تسليط الضوء على مشروع فوستر الأخير، عقدة التايمز، الذي يجسد خطةً ضخمة للبنى التحتية في بريطانيا، تم استيحاؤها من دروسٍ لرواد القرن التاسع عشر.

فمنذ إطلاق المشروع في وقتٍ سابق من هذا الشهر، تم إجراء العديد من الدراسات حول مقترح العقدة، التي يتضمن بدوره خطاً حديدياً فائق السرعة حول لندن، إلى جانب سدٍ وتقاطع، وأخيراً مطاراً دولياً بقدرة استيعابية تُقدّر بـ 150 مليون راكب سنوياً، وكل ذلك ضمن استراتيجية إدارة بيئية شاملة من شأنها التخفيف من أثر المشروع على البيئة وتأمين فرص لخلق مواطن برية جديدة هامة بكلفةٍ تُقدّر بخمسين بليون جنيه استرليني.

ويتضمن المقترح دراسةً مفصلة لمواطن الحياة البرية في مصب التايمز، متحرياً إمكانية إنشاء محمية طبيعية جديدة، كما تتضمن الدراسة تحليلاً لحطام سفينة إس إس ريتشارد مونتغمري، التي كانت عبارة عن سفينة للذخائر الحربية خلال فترة الحرب العالمية الثانية، والتي تستقر في موقعٍ قريبٍ من موقع المطار المقترح.

علاوةً على ذلك، تتضمن الدراسة التي يقدمها المشروع مسحاً للمستوطنات والمباني الموثقة في جزيرة غرين، إلى جانب تفصيلٍ دقيق لتخطيط طريق السكة الحديدية واستخدام الكابلات العازلة للغاز.

كما ذكرت الدراسة تحليلاً للمخاطر المتزايدة الناجمة عن حوادث اصطدام الطيور بالطائرات في منطقة مصب التايمز، حيث كشفت النتائج عن عدم انحصار هذه المشكلة بموقع المشروع وحسب، فهي ظاهرة منتشرة في العديد من المواقع الأخرى.

بالعودة إلى المحاضرة، يُذكر أنها كانت مفتوحة لعامة الناس ولكل طلاب الجامعة، حيث خاطب فوستر فيها واحدةً من أهم المعضلات التي ستواجه البشرية في القرن المقبل؛ وهي كيفية التكيّف بشكلٍ مستدام مع تزايد التعداد السكاني في المدن، بطريقةٍ لا تستنفذ المواد الطبيعية بشكلٍ مدمر.

لكن اللورد فوستر لم يكتفِ بتسليط الضوء على المشكلة، بل طرح رؤيةً بديلة تحوّلت منذ الآن إلى واقعٍ عمليٍ، ألاوهي مدينة مصدر الشهيرة في أبوظبي.

وحول هذا علّق فوستر قائلاً “أنا ممتن للورد ويدنفيلد ولمعهد الحوار الاستراتيجي لدعوتهم لي كبروفيسور زائر في هيومانيتاس، فهذه الفرصة قد جاءت في الوقت الصحيح لأخذ “الأداء” في العمارة بعين الاعتبار في سياق النماء المتسارع في المدن وفي تعداداتها السكانية، فالحاجة لمخاطبة قضايا الطاقة والبيئة ضمن مقاربةٍ متكاملة من التصميم المستدام قد باتت حاجةً ماسة أكثر من ذي قبل.”

الجدير بالذكر هنا أن ندوةً خاصة قد تبعت المحاضرة في التاسع والعشرين من نوفمبر، كانت كلية الجغرافيا والبيئة قد عقدتها على مدى نصف يوم وقدمت دعوات حصرية لحضورها على عكس المحاضرة، لتسليط الضوء على الأفكار التي نتجت عن المحاضرة، بالتركيز على مدينة المستقبل.

في الختام نطالع وإياكم لمحةً سريعة عن برنامج “هيومانيتاس”، إنه برنامجٌ أسسه اللورد ويدنفيلد بإدارة معهد الحوار الاستراتيجي، يتضمن استضافة عشرين أساتذاً جامعياً زائراً لجامعة أوكسفورد وكامبريدج، بهدف تقريب الرواد من الباحثين والممارسين للعمارة من الجامعات وطرح أفكار أساسية في مجال الفنون والعلوم الاجتماعية والإنسانيات، وذلك ضمن إجراءٍ يجعل من هذه المحاضرات أقرب إلى الجماهير الواسعة، حيث يمكن للبروفيسور الزائر تعليم الطلاب لمدة عام أكاديمي كامل، أو يقدم سلسلةً من المحاضرات تتبعها ندوات خاصة وورشات عمل أو حتى صفوف ماجستير للخريجين.

إقرأ ايضًا