حتى على ظروف الفيضانات تتفوق العمارة في إستونيا

14

تعتبر مدينة Pärnu في إستونيا العاصمة العملية للدولة بالإضافة لكونها منتجعاً سياحياً. فقد ضمت أهم المرافق السياحية في البلد منذ عام 1930 بالإضافة إلى إنتاج اللآلئ، ومنها فندق Rannahotell الذي يشكل الواجهة المائية للمدينة ومبنى Rannahoone على الشاطئ والكثير الفلل من نفس الفترة. ثم ومنذ عام 1970 والمدينة تذخر بطابعٍ معماريٍّ حديث عمّ منتجعاتها التي أعطت للمدينة سماتها الخاصة.

وقد صمم Kalle Vellevoog خلال عامي 2002 و 2003 مبنى الشقق APARTMENT BUILDING الذي يقع على أطراف حديقة Waterfront Park في أجواءٍ تقليديةٍ بين المنتجع الصحي ومجموعة شققٍ سكنيةٍ عائلية.

وقد صُممت شققه 47 APARTMENTS للاستخدام الموسمي، حيث تكون فيها الصلات والردهات في وسط المبنى والتي تقود للشقق في الأعلى عبارةً عن شوارع داخلية وإنما تعمها نفس الأجواء الخارجية. ويرتفع المبنى بأكمله بمقدار نصف طابقٍ ليحتوي على مرآب السيارات وليحمي الشقق من فيضاناتٍ محتملة في المدينة. ثم يقود طريقٌ مرتفعٌ إلى قاعة الدخول التي صُممت بحيث يمكن استخدامها كمرسى قوارب أيام الفيضانات.

ويبقى المبنى على استقامةٍ واحدة في البداية إلا أنه يرتفع فجأةً في أحد جوانبه مطلاً على الحديقة من جهة الشارع، كما ترتفع الجدران لتغطي المنظر من الهجة التي تقابل السكان في المباني المجاورة.

ويرى المار تحت الجزء المرتفع من المبنى فناءاً مختفياً تعكس عليه أضواء الزجاج الملون الكثير من ألوانها التي تحيط بشجرة تفاحٍ وحيدةٍ تنمو في وسط الفناء. ويزيد المشهد روعة حلول الظلام بعد إشعال الأضواء داخل المبنى لتعكس المزيد من الألوان على الفناء من خلال الزجاج الملون.

ومن المثير حقاً هو تلك الستائر التي ترفرف على شرفات المبنى لتخفي الناس خلفها، وعندما يشعلون أضواءهم ليلاً تتحول الشرفات للناظر عن بعد إلى مسارح للظلال لتعطي لمحاتٍ عما يحدث خلفها مع الحفاظ على الهوية المجهولة للناس.

ويقع البناء على مسافةٍ قريبةٍ جداً من البحر حيث ظروف التربة فقيرةٌ نسبياً ومعدل المياة الجوفية مرتفعٌ جداً. ولهذا كان على أساس وبنية المرآب أن تتوازن مع القوى الدافعة الهيدروليكية للماء.

وكانت هذه الظروف الصعبة هي التي جعلت الشركة المصممة تختار الدعائم كأسسٍ تدعم بها البنية تحت الفناء، لأن وزن بنيته لا تكفي لموازنة القوى الدافعة الهيدروليكية للماء، فتعمل الركائز على تثبت وترسية البناء.

وقد تم استخدام ألواحٍ وعوارض مجوفة مسبقة الصنع لتعزيز البنى الفوقية بدلاً من جدران الأسمنت المسلح. بالإضافة لدعامةٍ بارتفاع طابقٍ واحد على شكل حرف V لترفع الجزء المعلق من المبنى من الجهة الجنوبية الغربية.

كما تمت مراعاة بناء جدران الشرفات الخارجية والأفنية الداخلية من أرق بنيةٍ إسمنتيةٍ ممكنة، التي كان لابد لها من أن تكون معزولةً عن البنية الأصلية لمتطلبات العزل الحراري.

أما العوارض والكابلات الأفقية الرفيعة التي تنتشر في كل أرجاء الأفنية الداخلية، فتحمل الجسر المنصف للرهة وتدعم الجدران الزجاجية وتوفر للماشين في الردهات ما يشبة مماسك اليد أو الدرابزين.

وبهذا نجد Kalle Vellevoog المعماري الإستوني المعروف قد أوفى البناء حقه، والبيئة حقها، بأن واءم في تصميمه الواحي الجمالية مدعّماً بناءه بشتى البنى التحتية التي تناسب طبوغرافية الأرض وموقع البناء وطبيعة مناخ إستونيا.

إقرأ ايضًا