يعتبر فندق بارك حيدر أباد من أبرز فنادق مجموعة بارك الفندقية، فقد استطاع فريق SOM المعماري أن يجمع بين التصميم المستدام المعاصر وما بين التقاليد المحلية الهندية، فلطالما كانت حيدر أباد مركزاً لتصميم وتصنيع المنسوجات والأحجار الكريمة، ولكن هذه الحرفة لم تكن عائقاً أمام تصنيف الفندق كواحدٍ من أهم التصاميم المعاصرة في الهند، بل على العكس تماماً.
لقد كانت هذه الحرفة مصدر إلهامٍ لفريق SOM الذي نجح بتسخير تقنيات الاستدامة من إضاءة وتبريد طبيعي لإعادة إحياء تقاليد حيدر أباد العريقة، في المقابل، أثر الموقع على اتجاه وحجم المبنى، وجعل غرفه المئتين والسبعين تحتشد عند الواجهة الشمالية والجنوبية، بينما تتنحى غرف الخدمة إلى الواجهة الغربية للحد من اكتساب الحرارة.
وما زلنا نتحدث عن الاستدامة، إذ تطوق ثلاثة أجزاء من المبنى ساحة مركزية يمكن الوصول إليها من ردهة الفندق، مما استدعى حمايتها من الرياح القوية، ليُعتبر هذا الحل غاية في الابتكار، وخاصةً بأن هذه المنطقة الخارجية متعددة الوظائف تشكل امتداداً للمطعم في الداخل.
أما بركة السباحة، فيمكن رؤيتها من الجوار ومن الملهى الليلي في الأسفل، وبذلك يمكن لمرتادي الفندق الاستمتاع بمشاهدة انعكاس الضوء على المياه، كما ويمكنهم الجلوس في الشرفة التي ترتفع على ثلاث طوابق فوق الأرض، مما يسمح بمراقبة أجواء البيع في محال التجزئة وأجواء الفن في المعارض، إذ تتربع هذه الشرفة أعلى المنصة التي تضم تلك المحال والمعارض فضلاً عن مجموعة من قاعات الاحتفالات المفتوحة أمام نزلاء الفندق والضيوف من الخارج.
إلى الأعلى من هذه المنصة، تقع غرف النزلاء، وذلك لضمان أفضل إطلالة على بحيرة Hussain Sagar وعلى المدينة، بمساعدة الواجهات الشفافة، ولكن هذه الشفافية لا تعني افتقار الفندق للخصوصية على الإطلاق، فقد تم تدعيم الواجهات بحواجز معدنية مثقبة ومزينة بنقوش، ساهمت بغض النظر عن حاجز الخصوصية، بتوزيع الضوء في أرجاء الفندق.
كما ولا يعني ذلك بأن كافة الواجهات شفافة، إذ تم إكساء الواجهات حيث تقع غرف الخدمة بطبقة كامدة لحجبها عن أعين العامة… كل تلك الحلول المستدامة وأكثر، لم تكن لتغفل عن تقاليد حيدر أباد، المدينة الهندية العريقة، ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى فتحات الواجهة بالإضافة إلى أشكال الحواجز ثلاثية الأبعاد نفسها، إذ جاءت بوحيٍ من الجواهر التي كانت تزين فيما مضى تيجان ملوك الهند.