منزل ماسي في أحد أودية كاليفورنيا

8

كإمتدادٍ لمنزلٍ يقع في عمق الوادي كان هذا البناء الماسي الصغير مقابلاً لإنحدارٍ خطيرٍ لسفح تلةٍ في سانتا مونيكا في كاليفورنيا. وهو عبارةٌ عن مكتبٍ وأستوديو موسيقى صغيرٍ، تم تلقيبه بالمنزل الماسي Diamondhouse.

ويتميز موقع بناء هذا المنزل بصعوبة الوصول إليه وصغر المساحة الإنشائية. وكما أن أشعة الشمس المباشرة بالكاد تصل إليه ولساعاتٍ قليلةٍ في النهار. لذا كان بناؤه تحدياً حقيقياً للظروف الجيولوجية بالنسبة للمصممين المبدعين في شركة XTEN Architecture، وهذا ما تطلب الحفر بعمق ثلاثين قدماً تحت الأرض لوضع الأساسات، مع الحاجة إلى شبكةٍ معقدةٍ من الأنظمة للتحكم بالعرض والإرتفاع والعمق، وتنظيم الجدران الإستنادية المطلوبة لإكمال المشروع.

فكان أن بدأ فريق العمل بتطوير استراتيجيةٍ لتصميم هذا البناء الصغير تبعاً لكل القيود السابقة الذكر. وكبداية للعمل كان لابد من بناء قاعدةٍ هندسيةٍ تتأقلم مع سفح التلة والظروف المطلوبة، مع العمل على زيادة حجم المساحة الداخلية بالتوسع على حساب السفح المتاخم.

وتماماً كصخرةٍ في قلب بحيرةٍ صغيرةٍ، تم حشر هذا المبنى الإضافي بين البناء السابق والمنحدر الهائل المجاور. وهذا ما أضاف على المنظر الطبيعي المحيط جمالاً وفرادةً قلما نجدها ببناء منزلٍ في مكانٍ لم يكن أحد ليتخيله مأهولاً.

ومن الجدير ذكره امتداد هذا المشروع على مساحةٍ داخليةٍ قدرها 820 قدمٍ مربعٍ، في حين تم تقدير المساحة الخارجية للتراسات بـ 1200 قدمٍ مربعٍ، مع مساحةٍ سطحٍ تقدر بـ 500 قدمٍ مربعٍ.

لذا حاول المصممون قدر المستطاع جعل شكل المبنى الخارجي يتلاءم والهندسة الداخلية للمنزل، فقد تمت توسعة إحدى زوايا الطابق العلوي المطلّة على الجهة الشمالية لتضم غرفة مكتبٍ، مع وضع عدة أولواحٍ متشابكةٍ لتشكل سياجاً يفصل السقف كعلية.

ثم تم العمل على الشكل الخارجي للمنزل بحيث يتلائم شكله مع الطبيعة المحيطة به، فقد أُخذت أشكال الزخارف التي زينت واجهته من طبيعة الوادي، وعمل المصممون على توزيعها بعنايةٍ ودقةٍ فائقةٍ حول المنزل. وأغلب هذه النماذج كانت عبارةً عن قطوعٍ ليزرية، في حين كان بعضها عبارة عن أشكالٍ تم تصميمها من الألمنيوم والزنك والفولاذ والخشب المعاكس وبعض نماذج ألواح الإسمنت.

وقد اختير إسمنت Swisspearl fiber بسماكة 3\8 لكسوة المبنى النهائية لسببين؛ فهو يعبر عن الطبيعة الحجرية للوادي، ويوحي بالهشاشة التي تخفف من حدة التصميم الخارجية ذو الأطراف القاسية.

 وتأتي في النهاية أضواء النهار لترسم أشكالاً ونماذج زخرفية جميلة، تعكسها النقوش الموجودة في هذه الجدران الإسمنتية. لتبدو النقوش واضحةً وصغيرةً ومرسومةً بدقةٍ في ضوء الشمس المباشر صباحاً، أما في المساء فهي تمتد وتتسع لتزين الوادي بأكمله وتجعله يشع تألقاً.

إقرأ ايضًا