مدرسة تجعل من جدرانها لوحاً يرسم عليه أطفالها

13

تم إنهاء مشروع توسيع مدرسة في مدينة توريفيجا الإسبانية بتوقيع معماريي Dooa Architects، بحيث تم تزويدها بجدارٍ أسود يتمكن طلاب المدرسة من الرسم عليه وكأنه لوحٌ للكتابة، ليكون بذلك نقطة الجذب الأهم في التصميم الجديد.

أطلق المصممون على هذا المشروع اسم مينغاروسا، وقد تمثّل هدف المصممين منه في تأمين أكبر قدرٍ ممكنٍ من مساحة اللعب. أما فيما يتعلق بوظيفة اللوح الجداري ذي اللون الأسود فهي فصل المقصف عن الصفوف, في حين يأتي السياج الشبكي المصنع من الألمنيوم المطلي رشاً باللون الوردي كي يحقق التجانس والتوحيد بين الأقسام القديمة والحديثة للمدرسة.

وبما أن معماريو المشروع كانوا على وعيٍ تامٍ بأهمية لحظات اللعب في المدرسة التي لا تُنسى, تلك اللحظات التي يقضيها الطلاب مع أصدقائهم في المدرسة, لحظات اللعب في الباحة؛ ذلك المكان الأكثر مرحاً في المدرسة, كان من الضروري بناء مقصفٍ جديد لمدرستنا هذه. ومن الجدير ذكره هنا أن المعماريين قد حاولوا الحد من ضياع مساحات ساحة اللعب التي أصبحت امتداداً لمنطقة الأطفال التي ستمكنهم من التفاعل فيما بينهم.

من الأقسام الرئيسة للمشروع هو وجود الجدار اللوح الذي يطوق المقصف ويفصله عن الصفوف الدراسية, وكما ذكرنا هو عبارة عن لوح كبيرٍ يمكن للأطفال الرسم عليه ليكون بذلك عنصر ترفيه مميزٍ ومنفذاً لإبداع الأطفال وطاقتهم المتفجرة.

ومن المدهش أيضاً في التصميم هو وجود الأشجار الخضراء التي تبدو وكأنها تخترق المبنى ليحجبها فقط جدارٌ زجاجيٌّ, بحيث يسمح هذا الترتيب للأطفال تناول الغداء في المقصف وهم في تماسٍ شبه تامٍ مع النباتات. أما فيما يتعلق بالحديقة ذات النباتات والأزهار الفواحة الموجودة أصلاً فيها فقد تمت زراعة بعض الأشجار الأصيلة فيها لتتدخّل في عملية تصميم البناء الجديد، حيث تتربع بين ساحة الخدمة وطريق الوصول إلى المدرسة.

كما أشرنا آنفاً، استخدم المعماريون تشطيبةً من الدهان اللماع المبخوخ على السياج الألمنيومي ليمتد السياج على شكل شبكةٍ تحيط بالمدرسة القديمة, وتحولها في نفس الوقت إلى كلٍّ واحدٍ يجمع العناصر القديمة والجديدة للمدرسة.

بإمكاننا القول أن قوة شخصية هذا المبنى قد أعطت للموقع هويةً خاصةً به, ستمكن الطلاب فيما بعد ومع مرور السنين من تذكّر المدرسة والمطعم بلحظاته السعيدة التي ستبقى محفورةً في ذاكرة الأطفال حتى بعد أن يكبروا ويغادروا المدرسة.

وفي النهاية، قد يتساءل البعض عن اختيار المصممين هذا اللون الوردي الفاقع تحديداً لسياج المدرسة؛ والجواب هو ببساطة أن هذا اللون هو ما يذكرنا بلون بحيرات توريفيجا الوردية المالحة المشهورة الموجودة في المدينة التي بنيت فيها المدرسة.

إقرأ ايضًا