على إحدى المرتفعات في مدينة مونتيري… في الشمال الشرقي للمكسيك، يقع منزل لوس أوسوس مشكلاً بذلك جزءاً من حملة التطوير التي يشهدها الجزء الجنوبي من المدينة، ولكن فريق Agustín Landa Ruiloba استطاع أن يضفي شيئاً من التميز على مخطط المنزل، ويظهر ذلك جلياً إلى المخطط الرئيس الذي يبدو أقرب إلى شكل المروحة، حيث يبدأ مسطحاً في الجزء العلوي الضيق منه، ثم ما يلبث أن يبدأ بالانحدار إلى الأسفل ويفتح المنزل على جبال سيرا مادري الوعرة وبقية أراضي خطة التطوير.
وللوصول إلى لوس أوسوس على الزائر أن يسلك الممرات المنزلقة التي تمتد حتى قلب المنزل، مما يتيح له اكتشاف ما ينتظره في الداخل من قبل وأثناء بل وبعد عبور العتبة، حيث سيقوده المدخل إلى الفناء ثلاثي الارتفاع المحدد من قبل المنزل وبركة السباحة الانعكاسية، التي استطاعت بدورها تلطيف الأجواء القاسية المحيطة.
وعند الوصول إلى أرض الموقع من المؤكد أن الزائر سوف يقف مطولاً ويشاهد واحدةً من أهم المشاهد المعمارية التي قد لا تتكرر مرتين، حيث يمتد لوس أوسوس على ثلاثة طوابق تنفصل بدورها إلى كتلتين، الأولى متعامدة مع الأخرى، ويعزا هذا الفصل بالكتلتين إلى انفصال وظائف كل كتلة عن الأخرى، ففي الوقت الذي تبرز فيه المناطق العامة مفتوحة، تنغلق غرف النوم في الكتلة الثانية على نفسها لتأمين أكبر قدر من الخصوصية لقاطني المنزل.
أما السطح فيمكننا اعتباره حيزاً اجتماعياً واسعاً، فمن غرفة اللعب والمدرجات والحدائق إلى بركة السباحة… يبرز السطح وحدةً بحد ذاته يظلله سقفٌ خفيف البنية لحماية هذه المناطق… وتدعمه فقط مجموعة من الجدران والحواجز.
وأخيراً فإن الحالة الأفقية للأجزاء الكبيرة البارزة المتدلية بالإضافة إلى الحواف والتراسات والممرات، سوف تؤمن طباقاً مع الحالة العمودية على الأرض، في الوقت الذي تعطي فيه المواد المحلية كالحجر والخشب والفولاذ والزجاج شعوراً بالانتماء إلى المكان.