متحف الفن الحديث يبسط يده على الأراضي الفرنسية

2

تم تكليف المعماري Manuelle Gautrand بإعادة هيكلة وتوسيع متحف الفن الحديث في مدينة ليل الفرنسية بكلفةٍ تقريبية هي 30 مليون يورو متضمنةً الضرائب، ويتربع هذا المتحف العريق على حديقةٍ رائعة بمساحة 11,600 م2، إذ قام بتصميمه المعماري Roland Simounet في عام 1983 وهي فترةٌ زمنية هامة حصَّلت فيها المباني آنذاك مكانةً بارزة في العالم أجمع.

كان الهدف الرئيسي من هذا المشروع خلق مساحة متتابعة ومتسلسلة على أكثر من 3,200 م2 إلى جانب إضافة صالات عرضٍ جديدة كامتدادٍ للصالات الموجودة مسبقاً، حيث وصلت مساحة صالات العرض حتى 4,000 م2، كما وسوف تضم هذه الصالات أعمالاً فنيةً هامة بغض النظر عن جوهر التصميم ألا وهو إعادة هيكلة المباني القائمة بالكامل فضلاً عن أجزاءٍ معينة أخرى بحاجة إلى إعادة تعريف.

من جهةٍ أخرى حاول معماريو Gautrand البقاء ما أمكن بتماسٍ مباشر مع روح المباني القديمة للمتحف بقلم Simounet، حيث قام Manuelle Gautrand بالرجوع في كل مرة إلى التصميم القديم بهدف الاستفادة من أي تفصيل ومن ثم تطويره، وبالحديث عن تفاصيل التصميم نلاحظ بأن التوسعة الجديدة تقوم بتطويق الجانبين الشمالي والشرقي من المتحف الحالي على شكل مروحةٍ تنساب من الكتل العضوية الطويلة.

حيث تقوم أضلع المروحة هذه من إحدى الجهات بالامتداد على شكل طيات لتظليل المقهى\المطعم المفتوح باتجاه الردهة المركزية، أما وإلى الجهة الأخرى منها نلاحظ بأن هذه الأضلع باتت أعرض ومتباعدة أكثر لتشكل الصالات الفنية الخمس من المتحف.

لم يكن التنافس في نية Gautrand أبداً، ولكن المحاولة لتوسيع الكتل فقط باستخدام المبادئ والمقاييس نفسها، والفضل للمساحة المتاحة التي سمحت بخلق ما يشبه العالم الصغير في قلب التوسعة، أما المخطط الفريد لهذه التوسعة والذي يشبه المروحة أو اليد المفتوحة استطاع إقحامها في حدود الموقع حتى بات المبنى وكأنه منبثقٌ من الأرض وهو الأمر الذي ركز عليه Simounet مسبقاً فلطالما تحدث عن أهمية البقاء على مقربةٍ من الأرض.

وبالنظر إلى جهة المقهى\المطعم تُمكننا الطيات من إعادة تعريف الفناء والتخفيف من الروابط ما بين قاعة الدخول باتجاه المساحات المعدلة وهي المقهى\المطعم والمكتبة وقاعة المحاضرات، وكانت الفكرة بالطبع زيادة مساحة المتحف وإعادة التوازن ما بين وظائفه وضخ حياة جديدة في بعض المناطق التي أصبحت مهملة مع مرور الوقت.

على الجانب الآخر نجد بأن حدود التوسعة المطوية تضم صالات عرض المتحف، وفي هذا الجزء الذي يقع إلى الشرق من المباني القائمة استطاع فريق العمل أن يربط ما بين الصالات جميعها بدءاً من صالات الفن الحديث ومروراً بصالات الفن المعاصر ومن ثم إلى صالات الفن الخام، كما ويتخلل هذا الجزء صالات عرضٍ مؤقتة مفتوحة بوجه الجميع.

فقد كان الحفاظ على علاقةٍ قوية مع المشاهد المحيطة إحدى أهم أولويات المتحف إلى جانب إعادة تشكيل كافة العناصر بما يتناسب وروح المكان، في حين ساهمت الطيات في هذه المعارض بجعل المساحة أكثر صرامةً وتنظيماً، مما يساعد الزوار على اكتشاف الأعمال الفنية بشكلٍ تدريجي وسبر أغوار عمارة المكان المنطوية على ذاتها بهدف حماية الأعمال الفنية التي غالباً ما تكون هشة وتتطلب ضوءاً خفيفاً.

وأخيراً وفي ذروة هذه الطيات -ونقصد هنا المعارض- يوجد خليجٌ كبير مفتوح على الحديقة المحيطة مما قد يغير خط الزيارة فيما بعد باتجاه الحديقة، وتعوض هذه المشاهد الساحرة الأجواء نصف المعتمة في المعارض والفضل للحواجز المثقبة قبالة الخليج التي تقوم بتعديل الضوء ومشاهد الحديقة، وهي ميزةٌ جديدة للتصميم الجديد الذي استطاع الحفاظ على ترتيب التصميم القديم بقلم Simounet ولكن بكسوةٍ إسمنتية ملساء وغير معالجة وحواجز مثقبة لحماية المعارض من ضوء النهار القوي… ولا ننسى هنا ألوان السطح الإسمنتي الذكية حيث بمقدورها أن تتغير وفق شدة الضوء.

إقرأ ايضًا