محكمة نيوزيلاندا البيئية خلف قضبان حاجزٍ برونزي

3

تأتينا المحكمة البيئية العليا في نيوزيلاندا كمثالٍ مذهلٍ عن الهندسة المعمارية، والتي تجسد هنا تقاليد البلاد وتاريخها بالإضافة إلى نموذجٍ حيٍ عن الاستدامة من تصميم شركة Warren & Mahoney من نيوزيلاندا أيضاً… إذ جاء هذا التصميم وبوحيٍ من النباتات المحلية ليشرح لنا قصة استخدام المواد المحلية المستدامة خير استخدام.

حيث تولت الشركة تصميم المحكمة البيئية إلى جانب تصميم مبنى المحكمة العليا المجاورة والتي حصلت على إثرها على جائزة Gold Best، ولكنها هنا اعتمدت كتلة مكعبّة من طابقين على نقيض المباني الحكومية هائلة الحجم التي تمتد على عدة طوابق، وعلى الرغم من تأكيدها على احترام تقاليد المحكمة التاريخية فإن شركة Warren & Mahoney قد حاولت ما أمكن أن تضفي طابعاً خاصاً يميزها عن النسخة القديمة.

ويظهر هذا جلياً بالنظر إلى الحاجز البرونزي الممتد بطول 8 أمتار بوحيٍ من أشجار Rata و Pohutukawa المحلية وزهورها الحمراء، حيث يطوق هذا الحاجز قاعة المحكمة ويدعم من تظليلها، وقد تم صنع هذا الحاجز باستخدام المعدن المعاد تدويره ليؤمن الخصوصية للمكاتب الداخلية فضلاً عن التظليل والتحكم بالوهج ودرء العوامل الجوية.

أما قاعة المحكمة نفسها فقد تم تنفيذها بواسطة 2294 لوح من خشب الزان، حيث تم تشكيل هذه الألواح على نحوٍ يعزز الصوت، بينما أخذت الملاقف المقحمة في السطح على عاتقها إدخال الضوء الطبيعي إلى الحرم الداخلي، والذي تحيط به مكاتب الإدارة وغرف القضاة ومكتبة تمتد حتى 2,5 كم.

ولا ننكر هنا بأن إدخال الملامح البيئية على التصميم كان عاملاً أساسياً في نجاحه، إذ قام معماريو Warren & Mahoney بتضمين نوافذ زجاجية مزدوجة السماكة إلى جانب نظام إضاءةٍ منخفض الطاقة ونظامٍ آخر لمعالجة الهواء، كما ويتميز الطابق السفلي بنوافذ تمتد على كامل المبنى الأمر الذي يسمح بإضاءة طبييعة ويربط المحكمة في الوقت نفسه مع نشاطات الشارع… من جهةٍ أخرى يمكن للمرء الاستمتاع بمشاهدة الحاجز المعدني الذي يطوق المبنى وتفاصيله الاستثنائية من الداخل.

إقرأ ايضًا