متعة مشاهدة فيلم في الحديقة

7

أعلن المجلس الوطني للفنون والثقافة بأنه قام بتسليم مشروع “الأرشيف السينمائي الوطني في القرن الحادي والعشرين” إلى الثنائي Michel Rojkind و Gerardo Salinas من استوديو Rojkind المعماري المكسيكي، إذ تنطوي توسعة الأرشيف السينمائي الوطني على فهمٍ للتغييرات الكبيرة التي طرأت على الفيلم على النحو المقترح في مصطلح “الصور المتحركة”، فالصور اليوم لا تتحرك فقط على شاشة، بل أصبحت الشاشات تتحرك معنا، تذهب أينما نذهب، وينطبق الأمر ذاته على السينما، فقد تحولت من كونها مكان يتجمع فيه الجماهير، وبات بإمكانها الوصول إلينا أينما نكون.

لقد كان على إدارة الأرشيف السينمائي الوطني ومعهد السينما فهم هذا الواقع منذ حين، وذلك لضمان وحماية ثروة البلاد من الصور المتحركة، فضلاً عن الصور في بقية أنحاء العالم وجعلها سهلة المنال، في أشكالها المختلفة، في أيدي عامة الناس، فالمكان الذي يضم الأفلام، يجب أن يضم أيضاً أماكن ترفيهية أخرى، وأن يستفيد في الوقت نفسه من أحدث التقنيات، فلا يخفى على أحدٍ يعمل في هذا المجال قدرة المساحات المشتركة على تعزيز التواصل.

فقد كانت الفكرة، سحب الأفلام من المعارض الكلاسيكية لتصبح في الحديقة… في المقهى… في الساحة، ولتتحول هذه المساحات على اختلافها أكثر من مجرد من مساحات خدمية ضرورية ليعيش المرء التجربة السينمائية، وتصبح جزءاً من التجربة نفسها، فمن اليوم فصاعداً سوف يكون بالإمكان رؤية الحديقة نفسها كفيلم أو مقهى أو كساحة.

بهذه الطريقة، سوف يصبح الأرشيف السينمائي الوطني مساحة تربط ما بين وسائل الإعلام والعامة جغرافياً وبصرياً، وذلك بالاستعانة باثنين من العناصر الرئيسة هي؛ الأرض المتتابعة التي تربط بين العناصر المختلفة التي تشكل الأرشيف السينمائي الوطني، والسقف الذي يربط هذه العناصر بطريقته الخاصة، وكنتيجة سوف يغدو المشروع قادراً على تجديد المجمع بالكامل، الذي بني أصلاً تحت اسم “ساحة الملحن” على يد المعماري مانويل روشا في العام 1984، ومن ثم شهد عدة تعديلات قبل أن يصبح الأرشيف السينمائي الوطني ومعهد السينما في عام 1974.

بالإضافة إلى غرف العرض الحالية، سوف يضم المبنى خمسة غرف للأرشيف، أربعة منها تضم مجموعة من أكثر من 15 ألف فيلم كلاسيكي من السينما العالمية في ملفات تتراوح سماكتها بين 35 و15 مم، في حين تضم الغرفة الخامسة وهي عبارة عن قبو تحت الأرض، الملصقات والصور الفوتوغرافية وتسجيلات الفيديو، كما وتم ابتكار سطح تبلغ مساحته 1500 م2 يتزايد تباعاً حتى يصل إلى 2,200 م2، لاستيعاب المزيد من بكرات الأفلام (حوالي 50 ألف بكرة).

بالحديث عن الأرقام، سوف يتم تنفيذ مساحة للمعرض ومختبر للترميم الرقمي تبلغ أكثر من 500 م2، في حين سيتم خفض مساحة المكاتب من 1900 إلى 1800 م، كما وسوف يكشف المشروع الجديد عن أربع غرف جديدة للعرض، أي ما مجموعه 1000 مقعد إضافي، بالإضافة إلى تجديد غرف العرض الحالية، وكنتيجة سوف تزداد طاقة المبنى الإجمالية من 2050 إلى 3050 مقعداً.

وقد أدت هذه الزيادة إلى زيادة في مساحة المرآب، مما استدعى بناء ستة طوابق تستوعب 528 سيارة، في المقابل سوف يؤدي ذلك إلى تحرير 70% من المساحة التي تحتلها الآن السيارات، وبغض النظر عن تأمين هذه المساحة مساحة لبناء غرف فرز جديدة، سوف تسمح بزيادة أعداد المتفرجين في المدرج في الهواء الطلق، ناهيك عن تأمين حديقة عامة وساحة مركزية.

بشكلٍ إجمالي، سوف تزداد مساحة الأرشيف السينمائي الوطني من 20 إلى 29 ألف متر مربع تقريباً، سبعة آلاف متر منها عبارة عن أماكن عامة، والغرض من ذلك خلق تجربة سينمائية جديدة شاملة والمزيد من الخيارات من حيث المساحات.

إقرأ ايضًا