صليبٌ بلاستيكيٌّ أبيض يغلف منزلاً إيرلندياً

11

من اسمه نتخيل فكرته، ولكن ما خفي أعظم، فهذ المنزل ما هو إلا منزلٌ قديم تم تغليفه بهيكلٍ بلاستيكيٍّ على شكل صليبٍ لخلق مساحاتٍ أوسع وإظهار منظرٍ أرقى. ويقع المنزل البلاستيكي من تصميم الشركة المعمارية الإيرلندية “جمهورية العمارة أو architecture republic” في دبلن وتتكون كسوته الجديدة من البولي كاربونيت، بلبٍ فولاذيٍّ صلب.

يقبع المنزل على موقعٍ كالمصطبة بمخطط تقليديٍّ يوصف بأنه مساحةٌ كبيرةٌ مفتوحة من الأمام وبغرفٍ صغيرةٍ في الخلف ترتفع بمستوى نصف طابق. وقد بدأ المشروع بأن تمت تسوية المساحات الداخلية بإزالةٍ مكثفةٍ للامتدادات الموجودة من جدرانٍ وأرضيات. فكانت النتيجة مكاناً أكثر انفتاحاً وبارتفاعٍ مضاعف كما هو مطلوبٌ تماماً كأساسٍ يبدأ عليه المشروع.

فعندما تمت تسوية المنزل وجعله بسويةٍ واحدة بمستوى الأرض؛ بدت جدرانه المحيطة به مضاعفة الارتفاع تحيط بمساحةٍ واسعةٍ (67 متر مربع) مفعمةٍ بالضوء الطبيعي. ليتم فيما بعد تركيب الهيكل صليبي الشكل عليه. وقد ضم الشكل مسبقاً التقطيعات اللازمة لتحديد مساحات المعيشة والمنافع في الطابق الأرضي لتعلوها تقطيعاتٌ كطابقٍ علويٍّ، ثم يخرج صندوقٌ ناتئٌ يضم مكتبة المنزل.

توزعت الوظائف بين الأطراف الأربعة للصليب، وقد شبهه المصممون بقطعة تأثيثٍ معمارية تشبه الشجرة، حيث احتوى على عددٍ من الخدمات كالمطبخ والحمام والمخزن والسلّم. فالطرفين الجانبيين ضما خزانات الملابس في حين تم تخصيص المقدمة كغرفة قراءةٍ لمالك المنزل الذي يعمل كمدرس.

وطبعاً يبقى الفرع الأطول ممتداً إلى الخلف إذ تم تخصيص مترين منه للحمام المسقوف بالزجاج الشفاف تحت السماء ليُذكرنا بالأبنية التقليدية في دبلن الجورجية. ونجد أن ظفراً يمتد على طول نطاق الجدار في الطابق السفلي معبراً عن الإبقاء على الجدار الذي بُني مقابل الشارع ومنزل الجيران. ولكن تبقى الجهة الأخرى من الظفر ممتدةً إلى الداخل موفرةً مواضع ممتازة لعرض الكتب سواءً في غرفة المعيشة أو غرفة الطعام.

أما الطابق السفلي فينفتح على حديقةٍ واسعةٍ فيها جدارٌ بسيطٌ يُخفي غرفة قراءةٍ سريةٍ وحماماً. ثم يمتد هذا النطاق الخاص بصرياً حتى مؤخرة الموقع عبر جدارٍ زجاجيٍّ يمكن فتحه للاستمتاع بتجربة الاستحمام في حمامٍ خارجيٍّ مظلل.

مما لاشك فيه أنك عندما تنظر إلى أية ناحيةٍ من نواحي المنزل ستظن أنها الأفضل، وكأنه برمته محتوىً داخل هذه الكتلة البلاستيكية وبفتحاتٍ ثابتة تفعمه بالضوء. فأجمل ما في المنزل أنه كتلةٌ واحدةٌ ولكن ليست ذات هيئةٍ مملةٍ على الإطلاق، وإنما بتقطيعاتٍ مختلفةٍ وفتحاتٍ متنوعةٍ تُفعمه بالضوء والتهوية. وبذلك خلقت الشركة المعمارية تداخلاتٍ ونقاط تقاطعٍ بطريقةٍ معماريةٍ فنيةٍ بديعة.

ختاماً، كان لبنيته البلاستيكية الكثير من الجوانب الإيجابية دوناً عن خفة وزنها وسهولة حملها وتنصيبها، فإن للبلاستيك الأبيض شفافيةٌ رغم سماكته تجعل من المنزل مضيئاً طوال النهار بضوءٍ لطيفٍ أبيض وكأن المرء تحت ظل شجرة. أما في الليل فتبدو الفكرة أكثر متعةً بأنه يبدو وكأنه مصباحٌ عملاقٌ وسط الشارع ينيره بضوءه الأبيض إذ يعكس الإضاءة الداخلية للشارع بكل لطفٍ أيضاً.

إقرأ ايضًا