عالم فيس بوك الافتراضي… هل سيتحول إلى واقع؟

5

تدور في ذهني أسئلة غريبة بعض الشيء، بعد قراءتي لإحصائية تقول بأن عدد زوار موقع فيس بوك يبلغ يومياً أكثر من 300 مليون زائر، إذ لا يخفَ على أحدٍ يعيش على ظهر هذا الكوكب أهمية الشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك وتويتر وبيبو وماي سبيس، التي أثبتت جدواها على الرغم من أنف المعارضين…

كيف يبدو يا ترى مقر هذا الموقع وأين هو؟

هل هو مجرد عالمٍ افتراضي صنعوه لنا وصدّقنا أنفسنا؟

أم يوجد بالفعل مبنى اسمه “مبنى الفيس بوك”؟

سرعان ما تبخرت هذه الأسئلة بمجرد إعلان الشركة عن قيامها بالتحضير لنقل مقرها إلى حرم صن مايكروسيستمز في منطقة مينلو بارك، فقد أرادت إدارة فيس بوك بهذه الحركة أن تسترق لنفسها بعض الحظ -وكأنها بحاجة لذلك- من حي بيلي هافن المجاور، ولم يكن الأمر مجرد زيادة في المساحة والسلام.

أمّا حرم صن مايكروسيستمز فيمتد بدوره على 57 فدان ويتألف من 11 من المباني المترابطة تحدها بعض الأهوار وطريق باي شور السريع، بكلماتٍ أخرى، يظهر هذا الحرم مطوياً على نفسه معزولاً عن غيره، ومع ذلك فقد أصرت إدارة فيس بوك على تحويله إلى مقرٍ حيوي ومحفّز لموظيفها.

ويمكنك أن تطلق ما تشاء من التسميات على عملية التصميم، ولكن لقب “الورشة” يبقى الأكثر ملائمة بين جميع المفردات التي فكرت بها، فقد قام فريق سان ماتيو عضو المعهد الأمريكي للمعماريين مؤخراً بالاشتراك مع مدينة مينلو بارك وأكثر من 150 مهندس معماري ومخطط عمراني، فضلاً عن مجموعة من الطلاب جنباً إلى جنب مع المواطنين المحليين، بإجراء دراسة تعاونية سريعة استمرت 12 ساعة لإعادة تصور حي بيلي هافن الأشهر في مينلو بارك.

وقد شهدت المدينة تواجداً كثيفاً لمجموعاتٍ من الأشخاص شكلت فرقاً ترتدي ألوان الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر، حيث جال هؤلاء في أرجاء الحرم والحي المجاور، قبل إجراء مناقشة حول كيفية تحسين المرافق المحلية، وتخليص الحرم من عزلته، والأهم من هذا وذاك كيفية تواصل المقر الجديد مع العالم الخارجي.

ومن ثم قام كل فريق بعرض أفكاره على العلن في نهاية اليوم، على نحو ما يجري في عالم فيس بوك، فاتفقت الفرق على مجموعةٍ من القرارات أبرزها إضافة مداخل إضافية على المنطقة المحيطة، وخلق منطقة كثيفة تعج بالمطاعم ومحال بيع التجزئة ومحطات النقل بجوار حرم فيس بوك.

من جهته صرّح John Tenanes، المدير العقاري في فيس بوك بأن جميع الأفكار رائعة وتستحق الاهتمام، كما وخص بالذكر فكرة الاستفادة من الخليج والأراضي المجاورة، بالإضافة إلى فكرة ربط خط السكك الحديدية، التي تعاني من خمولٍ مؤخراً، فبحال تنشيطها سوف يسهل وصول موظفي فيس بوك إلى الحرم.

لقد كانت أفكاراً متنوعة إلى حدٍ يشبه تنوع الألوان التي ارتدتها الفرق، فقد تضمنت أفكار الفريق الأحمر على سبيل المثال، وجود ممرٍ مرتفع يلامس الأرض من زواياه الأربعة ويربط الجوار والحرم بجانب محطة النقل في المستقبل والأراضي الرطبة، أما الفريق الأزرق فقد اقترح على إدارة فيس بوك نقل النطاق الأمني ليصبح أقرب من المباني، مما يفسح المجال أمام ممرات المشاة التقليدية الممرات الخشبية توفير مزيد من نقاط الاتصال مع الأهوار والبحيرات الملحية.

بينما اكتفى الفريق الأصفر بالتركيز على تكييف المناطق الحالية وتعزيز الاستخدام المختلط، بالإضافة إلى خلق مرافق اجتماعية وسكنية ذات طاقة فعالة؛ مثل الحدائق العمومية والخاصة وشاحنات الطعام، بدوره ارتأى الفريق الأخضر إنشاء بوابة جديدة لحرم فيس بوك يضم محطةً جديدة للسكك الحديدية، وتحظى تلك الأخيرة بألواحٍ شمسية عالية الكفاءة، بينما طالب أخيراً الفريق بوجود مركزٍ للزوار ومرافق تعمل على مدار اليوم لخدمة “الفيسبوكيين”.

ما زالت هذه الأفكار في عهدة فيس بوك، وما زال الناس متشوقون حيال معرفة النتائج، فهل ياترى فيس بوك جريئة كفاية لتحمل مقرها من البقعة الهادئة المنعزلة وتنتقل به إلى حي بيلي هافن المحموم؟

هل ستتحول هذه الأفكار إلى حقيقةٍ يا ترى؟

هل يا ترى ستضيف البنية التحتية القائمة والأراضي الرطبة المحيطة شيئاً من السحر على فيس بوك وتؤمن لأهالي بيلي هافن محال بيعٍ ومراكز تسوق لطالما حلموا بها؟

سواء كانت مجرد محاولة لجذب الأهالي في الوقت الحاضر أو أنها فيس بوك -كعادتها- تحاول تسخير قدرات الآخرين لتستفيد هي… وحده الوقت سوف يكشف ذلك!

ترجمة وتحرير هبة سميح رجوب

إقرأ ايضًا