مربى خاص بنبتة الأوركيدا في البرازيل

9

يُقال أن الأفارقة الأصليين سكنوا فيما مضى في مساكن تشبه الصوامع، ولكن ما فائدة هذه الأشكال المعمارية دوناً عن غيرها، يزعم المعماري Decio Tozzi بأن الصوامع هي الأشكال الأنسب لتربية نبتة الأوركيدا، إذ تسمح بدخول الهواء وأشعة الشمس، وهو ما يشرح تعلق سكان إفريقيا وكولومبيا القدامى بهذه الصوامع، إذ اشتهروا بولعهم بتلك النبتة.

لقد قام هؤلاء السكان فيما مضى بدفن نصف مساكنهم في الأرض لدرء خطر الرياح القوية والسماح فقط للأسقف بالبروز إلى الخارج، كما قاتل الأفارقة القدماء للحفاظ على نبتة الأوركيدا… لقد ابتكروا وصمموا، لذا واجبٌ علينا اليوم تخليد آثارهم، فمشروع Orchidarium في البرازيل من تصميم Tozzi ما هو إلا محاولة للتعريف بتقنيات البناء المستخدمة من قبل هذه الثقافات.

لقد استطاع مربى الأوركيدا هذا أن يستقي من تلك التقنيات الشيء الكثير؛ من الفتحات الكبيرة التي تتحكم بدخول الضوء وتقوم بتهوية المكان بشكلٍ دائم إلى الجدران الشفافة من البلاستيك والزجاج، أما ولتدعيم هذه الجدران استخدم Tozzi التراب، بينما اختار الفولاذ لتثبيت القبة الشفافة التي تظلل المربى، حتى تحول Orchidarium إلى ما يشبه الكوخ ولكن بشكله الشفاف!

أما في الداخل فيسترعينا وجود عارضة مثقبة كبيرة على شكل قوس على طول المربى، وبغض النظر عن الناحية الجمالية لهذا القوس، فإن له وظيفة هامة ألا وهي تصريف الهواء بشكلٍ دائم للحفاظ على نبتة الأوركيدا، بينما تم تثبيت نصف دائرة مقوسة على جانبي هذه العارضة المثقبة، تتخلل كلاً منها قضبانٌ أفقية تقوم مجتمعة بتشكيل نطاق حول نباتات الأوركيدا.

على الجانب الأول يقوم تقاطع هذه الكتلة المعدنية بالتحول إلى عتبة الشعاع الدنيا، بينما يتحول على الجانب الثاني بالتحول إلى عتبة الشعاع العليا، مما يسمح للهواء بالنفاذ من خلال الفتحات التي تخترق كتلة القوس الإسمنتية، ويؤدي إلى تهوية المربى بشكلٍ دائم.

وكما دفن الأفارقة القدماء منازلهم في الأرض، قام Tozzi بدفن المربى حوالي متر ونصف تحت سطح الأرض، لذا يتوجب على من يريد الوصول إلى هنالك أن يسلك الممر المنزلق الواسع عند المدخل، فقد ساهم ذلك بخلق ما يشبه الأساسات الطبيعية لكتلة المربى الشفافة التي تعلو بدورها 1,20 متراً فوق سطح الأرض.

ليس هذا وحسب، بل أكثر من ذلك، استطاع Orchidarium أن يندمج وحديقة فيلا لوبوس والأبنية الموجودة هناك بكل شفافية، كما كانت البروفيسورة روث كاردوسو، سيدة البرازيل الأولى شفافةً في سعيها لمناصرة الثقافات البدائية، مما جعلها تستحق وبكل جدارة أن يطلق اسمها على مربى الأوركيدا ويصبح اسمه “ذي أوركيداريوم بروفيسور روث كاردوسو”.

إقرأ ايضًا