فناء سماوي في مطار بودابست

1

نحن اليوم في مطار بودابست في هنغاريا، ومشروعنا يقوم على تجديد بعض المناطق إلى جانب إضافة قسمٍ جديد بمساعدة استديو KÖZTI Zrt – Tima Stúdió، أما اسم المشروع فهو سكاي كورت أو “الفناء السماوي” وهو السر الأساسي للوصفة التصميمة، حيث سيكون من شأن هذه القاعة أو الاستراحة أن تملي وتحدد الشكل الخارجي والمساحات الداخلية للمجمع، بالإضافة إلى دورها في جمع المحطتين الموجودتين أصلاً ضمن وحدة عضوية واحدة.

لكن دعونا نعود قليلاً بالزمن لنتعرف على وضع المحطتين، فقد تم إنشاء كتل المحطة 2 أو (تيرمينال 2) الموجودة أصلاً في المطار بما يتماشى مع مفهوم الترتيب الموديولي النموذجي الشهير في فترة السبعينيات من القرن الماضي، بناءً عليه تم تخطيط عملية بناء المحطات الثلاثة المستقلة بشكلٍ قطريٍّ حول مركزٍ مشترك.

فإذا ما نظرنا إلى محطة تيرمينال 2A التي يعود تاريخ بنائها إلى عام 1984 يمكننا ملاحظة فلسفة تصميم المجمع المنظم حول خطٍّ مركزيٍّ قطري بكل وضوح، في حين نجد أن تصميم مبنى تيرمينال 2B يجسد المفهوم الأساسي في إنشائيته المحافظة على التوزيع القطري، ولكنه يخرج عن التناظر الواضح في عدة مواضع.

نظراً لهذه الظروف وجد فريق التصميم أن يعتمد مشروع التوسعة الجديد هذا على وضعها في منطقة الكتل الموجودة أصلاً أو بارتباطٍ مباشرٍ معها بطريقة أو بأخرى، بحيث يضمن المبنى الجديد اتحاد وارتباط المحطتين السابقتين بشكلٍ تام.

كنتيجةٍ لذلك، عزم فريق التصميم على ابتكار منهجية تصميمية تخرج عن النظام الموديولي وتعمد على نقيضه إلى دمج المحطتين بشكلٍ تام، لذا تم التركيز على القاعة الجديدة التي ستتوضع بين الكتلتين الأصليتين من جهة، كما تم التركيز على المحافظة على المداخل الرئيسة من جهةٍ أخرى.

أما عن نجمة الاستعراض الجديدة؛ ألا وهي قاعة سكاي كورت، فسيتم تحديد حدود الجانب الأرضي للمبنى الذي يحتضنها بوساطة واجهة جانب المغادرة الحالية وجسر المرور، في الوقت الذي يتخطى فيه الجانب الجوي للمبنى خط واجهة 2A و 2B الحالية بمقدار 21 متر.

وبالتطرق للناحية الإنشائية، تمتد كتلة السقف الفولاذية بشكلٍ مذهل على 70 متر، يتم دعمها على طول خطي الحدود فقط، في الوقت الذي تنحني فيه في الجانب الأرضي معززةً الأهمية الوظيفية لقاعتي الركاب الموجودتين أصلاً ومداخلهما الرئيسة، بكلماتٍ أخرى، تعكس كتلة السقف المغلقة بثلثيها عمليات المحطة الجديدة وترتيبها الوظيفي الداخلي، في الوقت الذي يتنبأ فيه الجميع بأن استراحة سكاي كورت ستصبح شعاراً للمبنى الجديد إن كان بمظهرها الخارجي أم الداخلي، دافعةً بالمطار برمّته إلى رتبة المطارات الدولية البارزة.

أما عن أهم أجزاء المبنى فهي قاعة الركاب ذات الطابقين، والتي سيقطعها على مدار الساعة ركاب الترانزيت والمغادرة، إذ وبعد تسلم الركاب بطاقات الصعود وانتهاء عمليات التفتيش الأمني سيتمكنون حينها من دخول الجزء المركزي من سكاي كورت، والذي سيقدّم لهم، بالإضافة إلى التجربة المكانية المذهلة، فرصة التبضع من الوحدات التجارية الممتدة على مساحةٍ لا يُستهان بها.

حيث تقدم هذه القاعة مناطق استراحة وانتظار فسيحة عند مستوى المغادرة، كما تعطي كافة زوارها فرصة الاستمتاع بالمطاعم والمقاهي الخاصة بخطوط طيران فردية تم بناؤها على مستوى الميزانين المميز.

ختاماً نشير إلى أنه وضمن مراحل تطويرية مستقبلية سيتم إكمال عمليات توسيع الجوانب الجوية لمحطتي 2A و 2B، ليتم الانتهاء منها مع الأرصفة المتعامدة معها، والتي تتمثّل مهمّتها في مساعدة الركاب على الصعود إلى طائراتهم مباشرةً عبر البوابات الموزعة على الجانبين.

إقرأ ايضًا