مساحة… ضوء.. وسكينة

1

بكل بساطة؛ صرحت متطلبات العملاء لتصميم مشفى ساينت باتريك بأعلى المعايير والطموحات فيما يخص نوعية المشروع الجديد؛ فقد كان الهدف هو تصميم مرفقٍ تقدمي المظهر يمكنه استبدال المبنى القديم كثيف الإشغال العائد للقرن التاسع عشر.

بناءً عليه قدم مصممو Scotttallon Walker Architects كل ما لديهم، وكانت النتيجة مبنى مميز قادر على تلبية متطلبات 75 مريضاً من المرضى المسنين ذوي الإقامات المتوسطة/الطويلة، هذا عدا عن احتياجات 44 وحدة عناية مخففة وروضة أطفال وأخيراً خدمات إعادة التأهيل.

إنه تصميمٌ مبهر حقاً، استطاع مخاطبة طموحات العملاء بعدة طرق؛ فهو قبل كل شيء يمثل مقاربةً تصميمية تدعم إيجابياً التجارب الآنية لكافة المعنيين ببيئة العناية، وكل ذلك داخل بيئة تمريضية فعالة.

ليس هذا فقط؛ إذ أن الخصوصية والاحترام يمثلان عنصران أساسيان في العملية؛ وتحديداً نظراً لطبيعة المرضى هنا.

بالنسبة للدخول إلى المشفى، فيتم ذلك عبر ردهةٍ مركزية تقدم مساحة عامةً مشتركة، هي قلب التركيز الاجتماعي.

أما عن غرف أجنحة المرضى، فقد تم تنظيمها جنوبي هذا القلب، حيث تتمتع بوصولٍ مباشر يتم عبر اعتماد مسافةٍ قصيرةٍ جداً يسهل على المرضى قطعها.

ليس هذا وحسب؛ إذ تم توجيه غرف نوم المرضى بحيث تتمتع بإطلالة إما على المشاهد الطبيعية الواسعة والنصب التذكاري القديم المجاور للموقع أو باتجاه المساحات الحدائقية المفتوحة على المشهد الطبيعي.

أما عن الانفتاح على الجهة الجنوبية الشرقية (أي على شمس الصباح الدافئة) فقد جُعل أولويةً مطلقة الهدف منها تدعيم عملية تعافي المرضى ذوي الإقامات الطويلة.

والجدير بالذكر هنا أن رحلة الوصول لأية غرفة نوم لا تتضمن سوى تغيير كبيرٍ واحدٍ في الاتجاه، كما أنها لا تتضمن أية كسر في تعاقب المناظر الطبيعية في الجهة الشرقية.

وبالنسبة لغرف المرضى نفسها فقد تم تصميمها بحيث تستجيب لمستويات عالية من الإعاقة والعجز الصحي على اختلاف حدته، كما تم تجهيزها بمساحةٍ خاصة بالأقرباء، الذين سيتمكنون من قضاء وقتٍ طويلٍ في الغرفة دون أية إزعاجات.

فالتصميم الداخلي هنا يهدف لتحويل التجهيزات الطبية والتمريضية الأساسية الضرورية إلى خلفية المشهد، بحيث تسيطر النوعية العالية على الأجواء بدلاً من معدات وتجهيزات العناية الطبية، وكل هذا يعود بالنفع طبعاً على صحة المريض، الذي لن يشعر بالثقل أثناء زيارته الطويلة هنا، وعلى الزوار والأقرباء، الذين لن يملوا من التواجد في مكانٍ مثل هذا.

يمكننا القول أن الخطة التوزيعية للمشروع بأكمله تتبع النماذج التمريضية الصاعدة في أيامنا هذه في إيرلندا، وهي نموذج “الجو المنزلي”، وهذا ما دفع بمرافق الإدارة والخدمات نحو شمالي القلب، حيث تحظى بمدخلها الخاص القادم من القبو، الذي يحقق أكبر قدرٍ ممكن من الخصوصية، ويشكّل حلاً ملائماً تماماً لدعم فكرة عزل مساحات المرضى عن مساحات العامة ودعم مختلف الوظائف على حدٍّ سواء.

إقرأ ايضًا