متحف جديد لزها حديد في روما

75

تفتتح مدينة روما الإيطالية متحفها الوطني الأول للعمارة و الفنون المعاصرين في محاولة لترسيخ صورتها كمحافظ على التراث الفني العريق. يقع هذا المتحف في منطقة سكنية في العاصمة و قد تمّ تصميمه من قِبَل المهندسة زها حديد العراقية والتي كانت أول امرأة تنال جائزة Pritzker للعمارة في عام 2004. 

ويستقبل المتحف – الذي بلغت كلفته 150 مليون يورو و اُطلِق عليه اسم مركز Maxxi الثقافي- زواره أيام السبت و لفترة محدودة إلى أن يتم افتتاحه النهائي خلال بضعة أشهر. و قد قررت وزارة الثقافة بناء المتحف في عام 1998 معتبرة أن البلد الذي أنجب فنانون طلائع في زمانهم أمثال Giotto و Michelangelo وBernini يجب أن تستمر في تعزيز النشاط المعاصر إذا رغبت في تأسيس تراث ثقافي للمستقبل.

و في هذا الصدد تحدث السيد Baldi Pio رئيس المنظمة التي ترعى المتحف قائلاً: إن من غير المعقول أن نقاطع الزخم الفني الإيطالي أو أن نتوقف عن دعمه.

و يعدّ المركز- المسمّى رسمياً بالمتحف الوطني لفنون القرن الحادي و العشرين- الآخِر في سلسلة المشاريع المعمارية المنشاة في ال Eternal City المشهورة بآثارها الرومانية كمباني الباروك المستطيلة و قصور و متاحف عصر النهضة. و يتميز تصميم زها حديد عن باقي المتاحف الحديثة بأنه يتموضع في موقع ثكنات عسكرية سابق في جوار روما بعيد عن شوارع مركز المدينة المفروشة بالحصى و لكنه قريب في نفس الوقت من وسائل النقل العامة و قاعة الإجتماع الجديدة.
 
تقول حديد أن هذا الموقع بُنِي ليكون مركزاً ثقافياً وحضارياً و ميداناً للفنون بمساحات عرض داخلية و خارجية. يأخذ هذا المبنى شكل صندوق مفتوح فوقه صندوق آخر مزوّد بجدران اسمنتية و سلالم حديدية و سقف زجاجي ليمنح الشرفات ستارة متناسقة مُنارة بضوء طبيعي مُنقَّى.
و في الحقيقة فإن المتحف صُمِّم ليكون مركزاً للأبحاث في مجالات متعددة و ليس لعرض الأعمال الفنية و المعمارية فقط؛ فهو يجمع بين التصميم و الموضة وصناعة الأفلام و الدعاية في مركز ثقافي ذو أنظمة متعددة.
 
و يمكن القول أن Maxxi هو عبارة عن متحفين في آن واحد : متحف الفنون و متحف العمارة الذي يتضمن ملفات التصاميم الهندسية. و يحتوي المبنى – والذي تبلغ مساحته 29000 متراً مربعاً – قاعة للإجتماعات و مكتبة عادية و أخرى إعلامية و غرف للدراسة و مخابر و مركزا لبيع الكتب و مقهى و أماكن أخرى لنقل الأحداث المباشرة و النشاطات الإقتصادية.

و يقول السيد Baldi رئيس المنظمة الراعية للمتحف أن الهدف منه هو العمل كهوائي (أنتين) مهمته نقل الفن الإيطالي المعاصرإلى ما وراء البحار و جذب الثقافة العالمية إلى إيطاليا. و يكمل Baldi قائلاً: إن الفن و العمارة هما مكونان أساسيان لصورة البلاد في الخارج و ينطبق هذا الكلام تحديداً على عصرنا هذا بسبب نظام العولمة الجديد.

وتشتهر حديد بتصميمها لمحطة قطارفي Strasbourg و محطة إطفاء Vitra في ألمانيا التي تم اختيارها من قِبَل المحلَّفين لنيل جائزة Pritzker عام 2004. وقد صممت حديد مؤخراً المركز المائي لدورة الألعاب الأولمبية في لندن لعام 2012.  

إقرأ ايضًا