من مصنعٍ للبورسلان إلى صانعٍ للأجيال

2

بعد رؤية هذه الجامعة، لا بد أن الكثير من الطلاب سيقررون نقل اختصاصهم إلى فرع التجارة، فقط ليتمكنوا من الدراسة في كليةٍ رائعةٍ ككلية التجارة في كوبنهاغن.

فقد نشأت فكرة هذا المشروع في مرحلةٍ كانت تقوم فيها كلية التجارة في كوبنهاغن بتجديد وصقل المستودع السابق من مصنع البورسلان الملكيّ في كوبنهاغن.

وفي عام 2004 تحديداً، اختارت هذه الكلية شركة Henning Larsen Architects الدنماركية العالمية للعمارة التي تمتلك مكاتب لها في الدنمارك وآيسلندا وفي دولٍ عربيةٍ مثل سوريا والسعودية، لتصميم مشروعٍ جديدٍ خاصٍ بها. ولم يأتِ هذا الاختيار عن عبث، وإنما بُنِي على المشاريع المبتكرة والمتناسقة التي أنجزتها الشركة في هذه المدينة على وجه الخصوص.

بعد ذلك أقيمت مسابقةٌ رسميةٌ حصلت خلالها Henning Larsen Architects على الجائزة الأولى لمنح حرم CBS -الذي كان سابقاً مصنعاً للبورسلان الملكي في Frederiksberg- عالماً دراسياً جديداً.

كخطوةٍ أولى، تمت إزالة الواجهة الإسمنتية الصفراء المنعزلة لتُستبدل بواجهةٍ زجاجيةٍ مع عناصر ذات زوايا مختلفةٍ تعكس أشجار الحديقة.

أما في داخل المبنى، فسيؤدي سلمٌ ضخمٌ غرض إعداد الطابق الأرضي لغرف الصف الجديدة. كما ستتم تغطية فناء الكلية الواقع شمالي المبنى ببلاطٍ من الغرانيت، مع إضفاء لمسةٍ مائيةٍ جميلة من خلال بناء نافورةٍ صغيرةٍ لتزيين الفناء.

هذا وينقسم المشروع إلى مرحلتين أساسيتين، تمتد الأولى من شباط وحتى آب 2008 وتتضمن تجديد الجزء الخارجي من المبنى، أي عمليات الإزالة وتركيب الأرضية الإسمنتية وتأسيس واجهة جديدة.

بينما تمتد المرحلة الثانية بين آب 2008 وصيف 2009، لتشمل تجديد الجزء الداخلي من المبنى، حيث تتوقع الكلية أن يتم نقل أقسام البحث والتعليم والإدارة إلى المخزن القديم في صيف 2009.

بالإضافة إلى هذا، يمتد هذا المركز على مساحة 3,800 متر مربع، وقد أولت الشركة المصممة اهتماماً كبيراً للمظهر الصناعي الأصلي للكلية ولتواصلها مع المباني الأخرى، نظراً لكون مبنى تخزين المواد الخام جزءاً من مصنع البورسلان الملكي في كوبنهاغن.

بشكلٍ عام، تتضمن مهمة المشروع إجراء عملية تحويلٍ لمبنى تخزين المواد القديم، الذي سيتم فيه توسيع الطابق الأرضي إلى مساحةٍ طبيعيةٍ نحتيةٍ مزوّدةٍ بمقهى ومساحةٍ اجتماعيةٍ ومساحاتٍ دراسيةٍ مفتوحة.

أما الفكرة الأساسية للمشروع فهي السعي إلى خلق أماكن للتواصل وأخرى للدراسة. حيث تبدأ سلالم الجلوس المنحوتة بالارتقاء عبر المنطقة الشفافة التي يكون فيها كل شيءٍ مرئياً، وصولاً إلى الأعلى مروراً بالأقسام المتنوعة.

ولخلق المزيد من التواصل، تعمل السلالم الرئيسية المتمركزة في الوسط على خلق مساحة ربطٍ عبر جميع طوابق المبنى، مما يعزز الروابط البصرية إلى وبين الوظائف على الطوابق المفردة المستقلة.

في حين تتجسد السمة العصرية الأكثر لفتاً للانتباه في مرور شريط معلوماتٍ مترابطٍ عبر الطوابق كلها، ليكون مرئياً من جميع المساحات العامة والمشتركة.

بالطبع لن يحلم أي طالبٍ مهما كان اختصاصه بالحصول على بيئةٍ دراسيةٍ محفزِّةٍ كهذه، نظراً لأنها تحقق أجمل صورةٍ للحياة الجامعية المشتركة في مساحةٍ متميزةٍ يتوفر فيها كل ما يحتاجه الطلاب من أدواتٍ ترفيهيةٍ وعلميةٍ في آنٍ واحد.

إقرأ ايضًا