من يصدق هذا: مستودعٌ في تشيلي بتصميمٍ معماري!

3

يقول أصحاب شركة tFPS أن هذا المشروع الذي يعملون عليه في Santiago في تشيلي -وهو أول مشروعٍ لهم بصفتهم مهندسين معماريين- وقد بدأ عام 2006. وسيمثل هذا المشروع التعبير الأمثل عن اهتمامات ثلاثةٍ من طلاب كلية الهندسة المعمارية المتخرجين حديثاً، حول طريقة تعامل شركتهم مع فكرة المشروع المعماري.

فقد كان أحد اهتماماتهم متعلقٌ بابتكار مشروعٍ رسميٍّ وممتع في نفس الوقت يقودهم إلى التمييز بين الأنواع التاريخية للعمارة العامة (ومثالها الصناديق النموذجية المملة). كما أرادوا لمشروعهم أن يكون ذو صلة بطريقة الهندسة التقنية المفعمة بالحيوية، ليمكن بذلك للاستكشاف الرسمي أن ينبثق من على أرض الواقع، إلى أن يظهر أخيراً التزامهم القوي بأوضاع الحياة الجوهرية التي تعرِّف العمارة (كالطرق الرسمية والتقنية).

وهذا جاءت فكرة تصميم مستودعات ومكاتب Huanacu بحيث يمكن باختصار وصف المشروع من خلال هذه النقاط الثلاثة الرئيسية:

• المهمة: هي إنشاء مستودعٍ كبيرٍ بمساحة 1,670 متر مربع (ذو مكاتب إدارية وصالة عرض) يكون “مميزاً” (تماماً كما طلب الزبون)، ويبدو متناقضاً مع العمارة الصناعية النموذجية المنتشرة في المناطق القريبة من موقع المشروع، ومع ذلك يكون بأقل كلفةٍ ممكنة (أي ما يقارب430 دولار أمريكي للمتر المربع الواحد). وحتماً بالصيغة التي يمكن أن تستجيب للمنطق الداخلي لعملية الشركة (كشحن وتفريغ المنتجات، وعرض هذه المنتجات في صالات العرض، والعمليات الإدارية).

• القيود: 1. ميزانية محدودة (كافية لبناء مستودعٍ نموذجي). 2. أنظمة صارمة على نطاق الموقع (بسبب وجود منتزهٍ صناعي بالقرب من مطار المدينة الرئيسي). 3. قيود متعددة حول العمليات الداخلية للشركة. وهنا يأتي السؤال الجوهري التالي ليطرح نفسه بقوة: كيف يمكننا التطبيق الفعلي على النموذج بالاستجابة إلى متطلبات الزبون وأنظمة البناء في النطاق، وكيف ستتناسب هذه المتطلبات مع الميزانية المتواضعة في نفس الوقت؟ إلا أن المعادلة التي تحدد المشكلة كانت واضحة جداً: متطلبات الزبون + متطلبات أنظمة البناء + ميزانية صغيرة = مبنى رائع وفريد. وبالطبع ليس سهلاً أبداً.

كما أن الطريقة الأولى لحل هذه المشكلة تأتي من فكرة حشد كافة الجهود على واجهات المبنى الأمامية المكشوفة (فقد كان الموقع محدوداً بشارعين)، وتوليد “نطاق مجهز من قبل البرنامج” (حيث تكون الحريات حول أنظمة البناء أقل صرامة) وإبقاء فعاليات الإنتاج محميَّة داخل نطاق الموقع.

• التطبيق الرسمي أو “حيث تنبثق الهندسة المعمارية النهائية”: لابد في هذا المجال من طرح الأسئلة التالية: كيف سيتم العمل على الشكل؟ ومن أين سيبدأ العمل؟ وجواباً على هذه الأسئلة، تم تبني الفكرة الرئيسية لأحد الصناديق العادية (كما في مبنى تخزين نموذجي أو سقيفة كبيرة)، وإنما بطريقة معكوسةٍ. ثم بدأ التفكير بهذه الصورة القوية والمنطق الرسمي الذي يمكن استكشافه أو تفجيره، كما بدأ التعديل (بدءاً من منطقة السطح نفسه في الصندوق الأولي)، لتتلقى الأوجه الأكثر بروزاً من المبنى مجموعة النشاطات الهامة التي يتطلبها الزبون.

وقد استخدم المصممون هيكلاً نموذجياً من الأُطر الفولاذية المصنعة (مما يُمكِّن من تقليل الكلفة في حسابات البناء)، كما قاموا بتطبيقها على ثنية الكسوة (وهي العنصر الأرخص والأكثر عمليَّة من الناحية التقنية).

وقد سمحت سلسلة الثنيات الثلاثة للمصممين بخلق الواجهتين المميزتين، مع العلم أن مثل هذ الثنيات هي نفسها التي يمكن إيجادها في أي مبنىً صناعي عادي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار النسب المستخدمة ومساحة السطح، وبذلك تمكن المصممون بفضلها من إدخال النشاطات المختلفة للبرنامج والمواقع الجوهرية (كصالة العرض والمرافق الإدارية وإمكانية وصول الشاحنات).

أما كيفية الوصول إلى المبنى فهي من خلال الثنية الأولى، التي تسمح بالوصول إلى صالة العرض عبر الزاوية، وتتيح الاستمتاع بمشهدٍ واحدٍ للواجهتين الأماميتين المثنيتين للمبنى.

وهكذا نجد أن الحاجة في تصميم هذا المشروع قد كانت أم الاختراع، على الرغم من صغر سن المصممين وقلة خبرتهم نسبياً.

إقرأ ايضًا