ميلان تخصص فسحةً لتغمس الناس في تاريخها

4

كشفت شركة Herzog & de Meuron السويسرية عن تصميمها لمبنى الإدارة لمباني Fondazione Giangiacomo Feltrinelli في ميلان بإيطاليا تحت اسم Porta Volta Fondazione Feltrinelli وهي مباني تحوي أرشيفات لعرض تاريخ المدينة على المهتمين في أجواءٍ تفاعليةٍ اجتماعيةٍ وحضارية. ويقع المشروع إلى الشمال من مركز المدينة ومن تصميم المعماري Mateo Mori Meana، حيث سيضم المشروع الأبنية الأساسية لعرض التاريخ ومتعلقاته، بالإضافة إلى مطاعم ومقاهي ومحلات تجارية.

وبالنسبة للشكل العام للمشروع كما يبدو في الخطة الرئيسية؛ سينفصل اثنان من المباني الثلاثة بفجوةٍ صغيرةٍ، بينما سيقف الثالث في الزاوية المقابلة ليشكل معبراً من قلب الحديقة التي سستنشأ بين المباني الثلاثة. ومن المتوقع الإنتهاء من البناء مع حلول عام 2013.

وتعتبر Feltrinelli Group بيئةً مثاليةً لتنوع النشاطات والفعاليات. حيث تتكون الخطة الشاملة الرئيسية لـ Porta Volta من Fondazione ومبنيين جديدين للمكاتب ومساحة خضراء رحبة تتبع استراتيجية تهدف لتعزيز الإنطباع الإيجابي للمشروع في المنطقة المحيطة. فمجرد تعّهد Feltrinelli Group للمشروع، له أبعاده العمارانية المهمة التي تقوي وتعزز المدينة.

وفي النهاية ما يقودنا للتقييم الحقيقي لعرض التصميم هو مدى إدراكنا لأهمية الموقع تاريخياً، فالتصميم العمراني لـ Porta Volta يعود لمخططٍ موجودٍ من أيام Mura Spagnole، وهي المدينة القديمة منذ القرن الخامس عشر. والجدران المتبقية هي الأخيرة من سلسلةٍ من الحدود التي أحاطت المدينة وحمتها من أيام الرومان. وبعد فتح الحصن في القرن التاسع عشر قام Via Alessandro Volta بوضع أساسات المدينة الجديدة متعدياً الحدود القديمة رابطاً بذلك هذا المحور العمراني التاريخي بـ Cimitero Monumentale. ليُظهر خلو المنطقة اليوم إحياءاً للجدران القديمة، ويذكرنا بنفس الوقت بما عانته المنطقة من دمارٍ خلال الحرب العالمية الثانية.

كما أنه بالإضافة للمحافظة على سلسلةٍ من البوابات وعلى بقايا آثار Mura Spagnole، تقدم قلعتي Caselli Daziari di Porta Volta مرجعاً مهماً لخطة مدينة ميلان. كما تخلق طريقة تصميمٍ تقارب وتباعد المباني عن بعضها مساحاتٍ عامةٍ خضراء كامتدادٍ للشوارع المشجرة الموجدة أصلاً. حيث ستكون الحديقة مع المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية مكاناً مميزاً للمواطنين ليتفاعلوا ويتعاملوا معاً.

وأقوى ما يعزز الإنغماس في التاريخ ضمن هذا المشروع هو المكتبة الموجودة في الطابق السفلي، وغرفة المطالعة القائمة في القمة والتي توفر للباحثين والمهتمين فرصةً لدراسة الوثائق من المجموعة التاريخية التي يحتويها البناء في أرشيفاته. وهكذا يتلخص تاريخ المدينة بأكمله في بناءٍ واحد.

إقرأ ايضًا