مطار Shenzhen..رمزٌ الصين الجديدة

2

يعتبر مطار Shenzhen العالمي أحد قطاعات التكنولوجيا الداعمة للاقتصاد الصيني بالإضافة إلى كونه قفزة كبيرة في المفاهيم والخدمات، إنه عاصمةٌ ثقافية بحد ذاتها، تستند عليها تطلعات الشعب الصيني نحو المستقبل، حيث استطاع معماريو شركة Massimiliano الإيطالية بالاشتراك مع المصمم العبقري Doriana Fuksas من استديو M Fuksas خلق رمزٍ للعديد من البيئات المبدعة من خلال تصميم مطار T3 Shenzhen، لتكون النتيجة عملاً معمارياً يجمع بين كل شيء في الحياة والعمل، بين الثقافة والبيئة.

وبالفعل لقد استطاعت المحطة الجديدة أن تصبح رمزاً للصين الجديدة، وجاءت هذه العمارة ذات “التكنولوجيا العالية” لتعلن بدء عهدٍ جديد من الاقتصاد في كافة أنحاء العالم، إنها عمارةٌ جديدة تنبض بالثقافة والرمزية والمستقبل القادم.

حيث يعتبر المطار رمزاً جوهرياً للحداثة حيث بات رهناً لأسلوب “العمارة ذات التكنولوجيا العالية” السائد، وهو أحد الأساليب المعمارية التي تحاكي تكنولوجيا الطيران في فترة الستينات، والتي أصبحت منذ ذلك الوقت مصطلحاً عالمياً شائعاً في عالم المطارات لا يخاطب تفاصيل محددة للمكان أو تفاصيل التجربة ككل، فعند استخدام هذه التقنية يتم دمج المساحات مكانياً وهيكلياً على نحو ٍمتجانس.

فقد أراد معماريو مطار Shenzhen جعله أنموذجاً في عالم عمارة القرن الحادي والعشرين عوضاً عن كونه مجرد محاكاة للتكنولوجيا العالية، فقد قاموا بابتكار مساحاتٍ متنوعةٍ وفريدةٍ من نوعها محلياً للمسافرين ولكنها في نفس الوقت عالمية المستوى، بالإضافة إلى تعديل هذه التكنولوجيا لجعلها تتلاءم والاستخدام البشري بدلا ًمن الاكتفاء بتمثيلها، لتراعي هذه المساحات في النهاية مختلف احتياجات وتطلعات المسافرين.

وبناءً على ذلك، قام فريق العمل العبقري بإعادة النظر جذرياً في مساحة المطار، من خلال تحويل المادة الجوهرية الأساسية وهي الاسمنت، وبدلاً من الاستعانة بالمواد ذات التكنولوجيا العالية، جاء القرار باستخدام مادة إسمنية معدلة، فقد تم تنفيذ المطار استناداً على مفاهيم جديدة كلياً في مجال الهندسة وتكنولوجيا تصنيع الكتلة.

وبالنظر إلى مساحات مطار Shenzhen فقد تمّ تحديدها من خلال جمع سلسلةٍ مترابطة من المناطق، والتي تم إنشاؤها بواسطة التعديل المستمر من حيث الشكل والإضاءة، حيث ستكون المساحات الدراماتيكية من المحطة الرئيسية مقدمةّ مناسبة لرحلات المسافرين العصرية، في حين تمّ بناء المحطة على شكل محارةٍ إسمنتية سلسة وتقاطعاتٍ قطرية زجاجية تقود المسافرين إلى الأمام والأعلى.

على نقيض المسافات الطويلة السائدة في المطارات عادةً حيث تقوم الأعمدة ببساطة بتعيين حدود هذه المسافات، فإن الأعمدة في T3 جاءت بسابقةٍ معماريةٍ فريدة، فنلاحظ بأنها تتدخل في التصميم على شكل عنصرٍ متسلسل، والذي يقوم بتحديد وتعريف المساحة والطريق في القاعة الرئيسية، كما ويظهر كل عمودٍ متفرداً في شكله وموقعه عن بقية الأعمدة، ولكن في نفس الوقت تقوم مجتمعةً بالكشف عن مشهدٍ متجانس ومتكامل، فمن المستحيل بعد الآن أن يحيد مسافرو المطار عن طريقهم بمساعدة هذه الأعمدة الفريدة.

وفي النهاية وعند الخروج من المحطة إلى الساحة نلاحظ تغييراً جذرياً، فبعد التواجد في الكتلة الإسمنيتة في المحطة ينتقل المسافرون إلى الساحة ذات التقاطعات الزجاجية، في حين تمّ تعزيز ممرات المطار باستخدام ناقلات الضوء المعدلة في السقف، والتي تأخذ بيد المسافرين إلى منطقة الهجرة والأمن في وسط المطار ومن ثمّ إلى الساحة الرئيسية.

رموزٌ وتطلعات..ثقافية وبيئية..ابتكارٌ ومحاكاة..كلها مصطلحاتٌ تليق بمستقبل الصين العظيم!

إقرأ ايضًا