وحدات سكنية في مدينة الربيع الدائم

16

إن كان عليك صديقنا المعماري المبتكر أن تصمم مشروعاً سكنياً فريداً في منطقة جافة جداً في مدينةٍ تدعى “مدينة الربيع الدائم” فما هي أعظم أفكارك؟ هل سيجاري اقتراحك ياتُرى ما قدّمته كلاً من شركتي Aflo المعمارية وشركة Serrano Monjaraz؟

إن كنت لا تعلم أي شيءٍ عن مقترح هاتين الشركتين في كويرنافاكا في المكسيك، فعليك أن تتابعنا حتى النهاية، لا لشيء، ولكن فقط كي تحصل على إجابةٍ للسؤال.

قدّمت هاتان الشركتان تصميماً لمجمعٍ سكنيٍّ تضمن 12 شقة وعشرين وحدةٍ منزلية محاطة بالكامل بالأشجار والنباتات المحلية، التي اعتُبرت من أهم وأثمن عناصر المشروع. أما عن الموقع فقد تميّز بمنحدره الشديد باتجاه الخلف حيث الجدول المحلي، الذي يعد جزءاً من شبكة المياه المستدمة من البركان وأقرب جبلٍ إلى المدينة.

وطبعاً مع مثل هذا الموقع الأخاذ لابد لفريق التصميم أن يستغلوا قضية الإطلالة؛ لذا جاءت الوحدات السكنية ممتدةً على طابقين (بمساحة 85-90 متر مربع) لتتمتع بإطلالة كاملة على حديقة المجمع الخاصة وأشجار التاباتشيني والجاكرندا المرتفعة المحيطة بالجدول.

حيث يمكننا القول هنا أن طبيعة الموقع النباتية هي التي أرشدت وأملت طريقة تصميم وتوزيع أجزاء المشروع؛ فقد تمت دراسة مسائل الإطلالة والتأثير البصري للمنازل إلى جانب كيفية توضّع غرفة اللياقة البدنية وبركة السباحة بما يتماشى مع المحافظة على الموقع الأصلي للأشجار والنباتات.

أما عن ترتيب المنازل فقد تم تنسيقه بشكلٍ متناظر بحيث يتحول الممر الرئيس الواقع في المركز إلى مدخلٍ يؤدي إلى جميع المنازل، وكأنه حديقة كبيرة أو حتى منتزه مركزي خاص بالمجمع ككل.

وبالتفصيل يتألف كل منزلٍ من طابقين بشكلٍ عام؛ طابق أرضي يحتضن الخدمات العامة (كالمطبخ والردهة وغرفة المعيشة وتناول الطعام والغسيل والحديقة ودورات المياه)، في حين يتضمن الطابق الأول المناطق الخاصة (كغرف النوم الثلاثة، والحمامين الكاملين، وغرف الخزائن).

وبما أن مصممي المشروع كانوا على وعيٍ كامل لأهمية الموقع والبيئة المحيطة، لم يغفل هؤلاء عن إقحام تطبيقات التكنولوجيا السليبة في تصميم المنازل؛ حيث يقوم شكل المنازل على نقطة الدخول وموقع الأدراج بهدف خلق رواقٍ يحدده “صندوق كبير” متوضع فوقه مع ارتفاعٍ مزدوج لغرفة النوم الرئيسة، والتي جاءت أيضاً بحيث تضيف المزيد من الثقل على مداخل السيارات الرئيسة، إذ جاء هذا الشعور بالثقل الخفيف جراء الدمج ما بين ارتفاع الأشجار الرفيعة والصناديق، والتي تدفعنا مباشرةً لدى رؤيتها إلى استحضار صورة العرزال أو منزل الشجرة.

ختاماً، نشير إلى أنه قد تمت تدفئة بركة السباحة بواسطة أشعة الشمس كجزءٍ من التطبيقات السلبية التي يدمجها التصميم، لتتألق غرفة اللياقة البدينة أخيراً بصندوقها الأبيض وموقعها عند نهاية الموقع، حيث يمكنك أن تتمتع بتأدية تمارينك الرياضية بعيداً عن كل مصادر الإزعاج والتشتيت.

إقرأ ايضًا