مسرح بانغاباندهو… يوحد أهالي بنغلادش

13

للوهلة الأولى سوف يتراءى لك بأن هذه الصور تعود لمحطة وقود، ولكن بالتأكيد لن يخطر ببالك بأنها صور مسرح!

فقد قام المعماري Doshomik Sthapathi برصف مجموعة من الألواح فوق قطعة أرض وسط بندربان جنوب شرق بنغلادش، بطريقة أقرب إلى رصف أسقف محطات الوقود، حيث تكون المساحة مفتوحة من جميع الجهات لتسهيل حركة المرور باستثناء السقف، وذلك لجعل المساحة على تماس مباشر مع العامة.

لقد أراد Sthapathi أن يتخلص المسرح من النمطية التي جعلت الكثيرين يفضلون ارتياد المقاهي على الذهاب إلى المسرح، وبذلك سوف يغدو مسرح بانغاباندهو المفتوح، تيمناً باسم بانغاباندهو الشيخ مجبور الرحمن؛ مؤسس باكستان الشرقية، أول مسرح في مدينة بندربان جاهز لاستقبال العامة في الهواء الطلق.

فلطالما جاهدت الحكومة البنغالية لسد الهوة بين البنغاليين وبين المجتمعات العرقية، منذ عهد الشيخ مجيب الرحمن، الذي قضى فترة حكمه وهو يحاول حل الخلافات بين الناس من مختلف الأديان والطوائف والأعراق في البلاد، وهاهو اليوم -أي مسرح بانغاباندهو- يجمع أهالي بنغلادش، على اختلاف أديانهم وطوائفهم وأعراقهم، تحت سقفٍ واحد.

هذ وقد تم تصميم الكتلة كما تنتشر أجنحة الطيور، فقد ساعدت التعريشة الفولاذية، على سبيل المثال، على تحقيق خفة الكتلة، بينما قامت الأعمدة الإسمنتية المزوية، التي تشبه إلى حدٍ بعيد أرجل الطيور، بتدعيم هذه الكتلة من على الجانبين، فكما تجمع الطيور فراخها تحت جناحيها، سوف تقوم كتلة المسرح بخلق شعور من التكاتف بين شريحة كبيرة من مثقفي بندربان، الذين عانوا من افتقار المدينة إلى مساحة يمكن لهم فيها مزاولة نشاطاتهم على العلن، وأكثر من ذلك، في وئام.

عدا عن تأمين مساحة لمثقفي بندربان، تم إيلاء مسألة جمع وتصريف مياه الأمطار اهتماماً كبيرا ًمن قبل Sthapathi، حيث تعتبر الأمطار سمة رئيسة للمناخ، لذا ساعدت الألواح المشفرة على الجانبين بتوفير الحماية عند هطول الأمطار.

بالحديث عن الحماية، لابد لنا من الحديث عن الجدار الحدودي الذي يؤمن انفتاحة مثالية دون المساس بالاحتياجات الأمنية، كما وتم تأمين ممرات مشاة واسعة لتسهيل وصول العامة إلى المسرح بمعزل عن الطريق السريع، أما فيما يتعلق بالمشاهد الطبيعية، فتعتبر الأشجار والشجيرات المزهرة فضلاً عن المنحوتات الطينية إحدى أبرز عناصر التصميم.

تمت طباعة خريطة بنغلاديش على جدار المسرح المصنوع من طين التراكوتا، والذي يشغل بمثابة خلفية لمختلف الأحداث، ناهيك عن اثنتين من الأعمال الثقافية المميزة بما في ذلك صورة لبانغاباندهو.

وقد بذل Sthapathi جهداً واعياً لإبراز مبادئ البناء باستخدام الخيزران، حيث يعتبر الخيزران مادة البناء الرئيسة في المنطقة، ولكن مع ظهور نزعة جديدة للحفاظ على المباني العامة في بنغلاديش، ارتأى استخدام الفولاذ والإسمنت لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل، دون أن يطغى ذلك على استخدام الخيزران.

إقرأ ايضًا