العمارة المكتبية الهندية بخير…

15

على الرغم من أجواء العمارة الهندية القديمة التي تسيطر على تفاصيل مبنى Glycols، نجح فريق Morphogenesis بفرض قواعد العمارة المكتبية الحديثة، وفي المقابل ساعد وقوع المبنى في إحدى ضواحي دلهي المنعزلة في معالجة القضايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية في نويدا الكبرى.

فكما هي طبيعة معظم المباني المكتبية، كان على المبنى تجسيد هوية ودمج إيديولوجية الشفافية في بيئة العمل كجزءٍ لا يتجزأ من المفردات المعمارية، ويبدو ذلك جلياً بالنظر إلى كتلة المبنى الصلبة التي تخفي وراءها مدخلاً أكثر مرونة، فقد ركز فريق Morphogenesis على طمس الحدود ما بين الداخل والخارج، وقد ساعدت المساحات المحيطة بالموقع فضلاً عن وجود ساحةٍ مربعة مغلقة على ظهور مبنى مكشوف جزئياً.

إذ يكشف مبنى Glycols عن مجموعة من المساحات المفتوحة كالساحات والشرفات والتراسات والأسقف الخضراء ما بين المساحات المكتبية، وقد ساعدت هذه المساحات المفتوحة في المجمل بتحسين الإضاءة الطبيعية، ناهيك عن تدعيم المساحات المكتبية، كما ونلاحظ وجود كتلة مركزية تشغل بمثابة العمود الفقري للمبنى تتقاطع والكتلة الرئيسة، قام فريق Morphogenesis بتحويلها إلى منطقة نشاط مشترك وكل ذلك في مساحة إجمالية للمبنى بلغت 391,741 قدم مربع.

وهنا لا يسعنا سوى التنويه ببراعة التصميم الذي استطاع أن يحقق التداخل بين الداخل والخارج ومساحات العمل المكتبية، وبالتالي خلق بيئة عمل حيوية وخلاقة، عدا عن مساهمة المساحات المفتوحة في التنظيم المكاني، نجحت أيضاً في دمج تقنيات التصميم السلبية في جميع أنحاء المبنى، إيماناً من فريق العمل أهمية الاستدامة في العمارة المكتبية الحديثة.

فعلى سبيل المثال، تقوم كتلة المبنى الصلبة بتوزيع أشعة الشمس في المساحات المكتبية خلال النهار فقط، في حين تقوم الساحات بخفض الاعتماد على الإضاءة الاصطناعية، إذ تقوم بزيادة الإضاءة الطبيعية من جهة والتحكم بدرجات الحرارة في عددٍ وافر من مساحات المبنى من جهةٍ أخرى، وبذلك تخدم تلك الساحات فضلاً عن مجموعة من التراسات بمثابة أدوات عزل حرارية عالية المستوى، في الوقت الذي اشتركت فيه الواجهة الخارجية المظللة والنوافذ الصغيرة جداً مع الحدائق النباتية والمسطحات المائية بالحد من دخول أشعة الشمس.

هنا لا بد من التوقف عند المسطحات المائية، فقد ساهمت تلك الأخيرة بخفض الحاجة إلى وسائل التبريد الاصطناعية والاستعاضة عنها بتقنية التبريد بواسطة التبخير، وبالتالي ظهرت هنالك بيئة عمرانية مصغرة جاهزة لاستقبال العامة، وكنتيجة تشجع التفاعل الاجتماعي.

فقد كان على بيئة العمل أن تبدو وكأنها جزءاً لا يتجزأ من حياة الموظفين بدلاً من أن تكون مجرد كيان منفصل لساعات محددة، وبدوره نجح فريق Morphogenesis الإطاحة ببيئة العمل القديمة في نويدا الكبرى التي كانت أشبه بسجن، وإنقاذها من فخ النمطية، ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى المساحات المكتبية المفتوحة في مبنى Glycols، التي أثبتت بأن العمارة المكتبية الهندية مازالت بخير.

إقرأ ايضًا