الهيكل الحر..تحدٍ جديد يواجهه فريق Caramel

3

“كل مشروعٍ هو تحدٍ جديد”..إنه ببساطة شعار فريق العمل المميز في شركة Caramel Architekten النمساوية، والتي اتخذت على عاتقها منذ تأسيسها في عام 2001 الاشتراك في كافة المسابقات المعمارية الناجحة، والتي غالباً ما عادت عليها بوابلٍ من العقود والمشاريع الهامة مثل wifi-dornbirn ومجمع العلوم في لنز science park linz والمدرسة الفيدرالية federal school centre krems، حيث تغلب على تصاميم الثلاثي الناجح وهم أعضاء الشركة المثالية والابتكار.

وكما هو شعار الشركة فإن مشروع Mechatronik يشكل تحدياً من نوعٍ خاص، حيث يكشف عن عدة مبانٍ فردية متشابكة ومرتبطة مع حرم جامعة linz في النمسا، فقد أخذ فريق العمل في عين الاعتبار المباني السكنية المجاورة فضلاً عن الشكل الطبيعي المائل وقضية تصريف الرياح والتي تلعب دورا ًهاماً بالحفاظ على برودة المدينة، كما لم يكن في مقدورهم أبداّ تجاهل سوء حالة كتلة البناء.

وبالعودة إلى الوراء وإلى مشروع تشييد حديقة العلوم في المناطق المجاورة لجامعة Johannes Kepler، حيث كان الهدف من وراءه الجمع بين الاقتصاد والبحث وفتح الباب للخبرات المعرفية في Linz، أما اليوم وتماشياً مع معايير المناخ العلمي المعاصر، فقد تم إيلاء اهتمامٍ من نوعٍ خاص لخلق مناطق مفتوحة بين الهياكل الموحدة، وبالتالي خلق مساحاتٍ لتشجيع التبادل والنشاط.

أما وتفادياً لبناء هيكلٍ شبكي مرن، اختار فريق التصميم في Caramel بناء خطوطٍ مستقيمة بدلاً من ذلك، مما أمّن الاستفادة الكاملة من الأراضي، وبهذه الطريقة تم ابتكار هيكلٍ أكثر حرية وبأفضل توزيعٍ لمختلف الأماكن.

بينما وأثناء تصميم الأماكن الداخلية والخارجية والتي يمكن النظر إليها كنقاط التقاءٍ، جاء القرار بتقسيم الكتل الفردية الممتدة إلى جزئين، حيث باتت المنطقة المركزية الزجاجية تؤمن دخول ضوء النهار الطبيعي إلى الطوابق السفلية عن طريق صالةٍ كبيرةٍ داخلية، بالإضافة إلى خلقها مناطق تواصلية مميزة.

وأخيراً فإننا نلاحظ بالنظر إلى المشروع بأنه قد نجم عن الهياكل القائمة انحناءة أفقية للكتل المستطيلة الممتدة، وعلاوةً على ذلك فإن ارتفاع المبنى قد بات يتوافق مع الحافة العلوية من المنحدر إلى الشمال وفي الوقت نفسه مع حواف السطح البارزة من المباني السكنية في الجنوب.

كما ونلاحظ بأن هذا المنعطف الناتج من الجهة الجنوبية، لم ينجم فقط عن جراء العالقة مع الجوار، ولكن الأمر يتعلق بالحافة الأمامية والتي يمكن أن نراها بالاشتراك مع أقسام المبنى ككلٍ واحد، وتقوم في نهاية المطاف بتنظيم الشكل العام.

فقد كانت هذه “الانحناءة” باتجاه الأراضي الطبيعية في غاية الضرورة للمشروع، ولهذا السبب تمت إزالة جزءٍ من المنحدر لافساح المجال للطابق السفلي، والذي يضم غرفاً خاصة مثل المختبرات وورش العمل، ويقوم بربط أجزاء المبنى الفردية، أما إلى الأعلى فتتنوع أجنحة المكاتب بين تلك التي تتدفق نحو الأراضي الطبيعية وبين تلك التي تستخدم للتغلب على المهمة الصعبة وهي ربط الهياكل الجديدة مع الحرم الجامعي القائم، على الرغم من فصل المنطقتين من خلال طريق Altenbergerstraße المستخدم بكثرة.

أما ومن جهة حديقة العلوم فنلاحظ بأن الأراضي قد تراجعت بشكلٍ كاف، وبذلك يستطيع المرء الدخول بما يشبه النفق ولكن على مستوى الأرض بالتوازي مع منحدرٍ مائل تدريجياً يؤدي وبعد دخول الحديقة إلى المباني الموجودة في جهة حرم الجامعة، وبهذه الطريقة يبدو الربط على الأقل جزءٌ من مستوى الأرض.

وإلى الأعلى من مستوى الأرض، تمتد الكتلة على شكل عارضةٍ مثبتة من طرفٍ واحد من المبنى الأول Mechatronik، والذي يقوم بتشكيل المدخل الفعلي لحديقة العلوم، ونظراً لدرجة الامتداد والانحراف الهائلة، فقد تم تصميم الوحدة على شكل هيكل جسر، والتي تضم نواتي دعم كبيرتين بطول 160 م وبإطارٍ فولاذي يطوّق المبنى.

وأخيراً يتطابق تصميم الواجهة مع نظام الكتلة للإطار، في حين أن الحواجز ليست مرتبة بشكلٍ عشوائي، ولكن تم تثبيتها بحيث تتطابق ونقاط الانحراف العظمى، وبهذه الطريقة فإن الانطباع الخارجي يختلف بشدة، بينما يتسمّ الداخل بطابعٍ فردي خاص، وأخيراً يخيّم على المبنى المشدود مشهدٌ ساحر يدعمه تنظيم الطبقات على عدة مستويات وبفواصل مختلفة.

إقرأ ايضًا