أهم ما في الفيلا شرفتها

6

قد يكون امتزاج البناء مع محيطه وبيئته أحد أهم عوامل نجاح العمل المعماري، ولكن كيف لفيلا أن تمتزج في المنظر الطبيعي وسط غابةٍ من الأشجار والصخور؟ هذا ما حولته Huttunen + Lipasti + Pakkanen Architects المعمارية إلى تحفةٍ فنيةٍ عندما صممت فيلا Mecklin وسط غابة جزيرة موستالوتو بفنلندا وجعلتها أشبه بصخرةٍ رماديةٍ عملاقةٍ بين صخور الغابة، وإنما من الخشب.

تُحيط الصخور بالبناء وتندر الخضرة بسبب وجود الأراضي ترابية بنية اللون قرب الشاطئ، لذا عمل المصممون على تصميم المنزل بالكامل من الخشب غير المعالج الذي سيتحول تدريجياً إلى اللون الرماديّ وسيجعل من البناء ينغمس في الطبيعة البرية لموقعه.

كانت رغبة المصمم الذي يعمل على بناء فيلا لصديقه في أن يُحقق ما ترغب به عائلة صديقه وأولاده من مسكنٍ مريحٍ بسيطٍ وساحةٍ كبيرةٍ للعب وسط الطبيعة ولكن بعيداً عن خشونتها. وقد اختار المصمم الخشب بعد بحثٍ طويلٍ في طبيعة الأرض والمناخ في المكان المرغوب، فسار كل شيءٍ تبعاً للخطة.

كانت المنصة الكبيرة من أهم عناصر البناء، حيث امتدت من أرضية الفيلا لتشغل الساحة الأمامية بأكملها ليتمكن قاطنو المنزل من استخدامها بعدة طرقٍ عمليةٍ وإبداعية. هنا يعلق المعماري قائلاً: يحتل البناء موقعاً صغيراً وسط الصخور، حيث تمتد الشرفة المظللة حتى قممها. وتصل إحداها من الميناء وحتى المدخل الرئيسي للبناء الذي تظلله الأشجار. ثم بعد نزول عدة درجاتٍ تتكشف أمام الرائي أجمل المناظر للشاطئ الغربي للبحيرة.

وأجمل ما في المنصة الخشبية الكبيرة هو تصميمها بشكلٍ عمليٍّ متعدد الاستخدامات رغم بساطتها، إذ يتوسطها موقد نارٍ يمكن أن يختفي بتغطيته بالخشب لتُستخدم كساحةٍ للعب أو للرقص، كما يُمكن إخراج الموقد وإشعال النار للجلوس حولها فيما يُشبه رحلات التخييم.

يلاحظ الناظر إلى الفيلا من بعيد أنها أشبه بمكانٍ معدٍّ للحفلات أو الرحلات والمتعة الدائمة، إذ تتنوع فيها وحولها ظروف الترفيه، فبالإضافة للسباحة في البحيرة يضم البناء ساونا وكوخٍ بمدفأةٍ حجريةٍ لجلسات الأصدقاء.

إن ما جعل من البناء ناجحاً وعملياً هو أن مصمميه كانوا قد درسوا المخطط ودرسوا ظروف المكان في الموقع نفسه بعد رحلة صيدٍ استمتعوا فيها بزيارة صديقهم واستمعوا إلى وصفه للطريقة التي يرغب أن يكون منزله بها. لتبدأ فيما بعد عملية الرسم والتخطيط والبناء في الموقع ذاته، ويتم حل المشاكل على أرض الواقع لا على المخططات.

يلحظ الزائر بسهولةٍ أن الطابع الذي عمّ التصميم هو البساطة، فكل ما فيه بسيطٌ ومسطحٌ وقليل التفاصيل. ولا ينطبق هذا الوصف على الشرفة الواسعة المسطحة فحسب، بل حتى على التقطيعات الداخلية التي يُشبعها ضوء الشمس ويتغلغل حتى أعماقها بفضل الواجهة الزجاجية بالكامل. أما في الداخل تم تطبيق استخدام الخشب على الأرضيات والجدران والأثاث والسقف، ولكن دون مللٍ أو تكرارٍ أو رتابة.

ربما كان سبب هذا الإبداع وروح الدفء والحميمية التي عمت المنزل هو تفهم المصمم لمتطلبات صديقه ورغبته، ولكن هذا لا يعني أن الناظر إلى الفيلا من بعيد سيصدق احتواء هيكلها الغريب منزلاً، كما أنه قد لا يفقه عملية وفائدة المنصة من النظرة الأولى.

إقرأ ايضًا