كلمات السر: غابة، خصوصية، تميز

3

إليكم سر مشروع نادي أنانتي في سيئول؛ إنه نادٍ قامت شركة SKM المعمارية بتصميمه لتكون كلمات المرور فيه هي: الغابة، الخصوصية، التميز.

فمثلما عوّدناكم في بوابتنا العربية للأخبار المعمارية على المشاريع المميزة، يأتيكم نادي اليوم بمساحاتٍ مترافقة مع البيئة المادية، وبيئةٍ مادية متفردة بأنماط المواد المستخدمة فيها.

ربما أربككم ذلك، لذا وللتوضيح أكثر، نقصد هنا أن لمساحات النادي نفسها إحساساً مختلفاً بالاعتماد على البيئة الواقعة فيها، وهذا طبعاً كون المبنى قد جاء نتيجةً للعلاقة المتبادلة بين الموقع والمساحة.

فعلى مساحة بلغت 4,933 متراً مربعاً يقع النادي قرابةً جبلٍ شهيرٍ مجاورٍ لسيئول، تحيط به غابات كثيفة نادرة. أما عن مهمة التصميم الأساسية فقد تمثّلت في إعادة تصميم نادٍ تم بناؤه مسابقاً بطابعٍ شائعٍ للغاية وبمفهومٍ معماريٍّ خالٍ من أي معنى.

وبناءً عليه ومع الأخذ بعين الاعتبار عدم إفساد المنظر الطبيعي المحيط، تم دفن المرافق الهامة من النادي تحت الأرض، ليبرز جزءٌ صغيرٌ من الكتل فوق الأرض؛ وذلك طبعاً للمحافظة على منظر الغابات الفريد من التأذي بسبب مظهر المبنى الدخيل.

وهكذا تم حساب جميع المساحات بدقةٍ ليأتي نادي أنانتي خالياً تماماً من الجمود والرسمية التي عادةً ما تتسم بها النوادي الريفية، وهذا لأن زوار هذا المكان هم فقط من أرادوا التلاقي مع الطبيعة، والطبيعة فقط دون أية مشوّشات.

في ضوء ذلك، توضّعت جميع المرافق الثانوية تحت الأرض، باستثناء المظلة والبرج الموجود في مساحة ردهة الدخول الرئيسة، ولكن حذار من أن تظنوا أنها محجوبةٌ عن محيطها من كل الاتجاهات؛ فقد تم تصميمها لتسمح لزوارها بالتمتع بإطلالةٍ فريدةٍ وأجواءٍ داخليةٍ فسيحة.

وبينما يخطو الزائر خطواته الأولى على ممر الدخول مستمتعاً بمناظر غابة الصنوبر الممتدة أمامه، يظهر أمامه جسمٌ صغيرٌ، ولكن قوي، ليؤكد له بأنه على وشك الدخول إلى مبنى النادي.

وبالسير بجوار جدار المدخل الرئيسي أسفل المظلة تكشف قاعة الاستقبال عن نفسها بأبعادٍ تُقدر بـ 9× 10 متر، حيث تمثّل هذه القاعة مساحة انتقال ثابتة تحدد عملية الدخول إلى النادي، متفردةً بلوحاتها الفنية التي المعروضة على الجدران، والتي تمثّل هدف المصممين منها في توسيع المساحة ومسح الفكرة السائدة عن ردهات النوادي التقليدية المزدحمة والمختنقة.

إقرأ ايضًا