المتاحف ليست حكراً على المثقفين…

6

لم تعد المتاحف حكراً على المثقفين والأدباء، فقد أعاد متحف إري للفنون في بنسلفانيا، الذي افتتح في تشرين الأول 2010، تعريف المتحف من جديد كمساحة مفتوحة للعامة، على نقيض المتاحف القديمة التي كانت عبارة عن مبانٍ مهترئة آيلة للسقوط، والفضل لجهود فريق EDGE الجبارة في دعم المبنى القديم، وإضفاء هوية على المبنى الجديد تعكس قيمة ذاك القديم.

فمن أبرز ما قام به الفريق الأسترالي تصميم مدخل جديد للمبنى، ناهيك عن مساحات جديدة للمعارض المؤقتة والدائمة ومساحات أخرى متعددة الاستخدامات، كما وقام فريق EDGE برفد المتحف بحديقة داخلية وغرفة معيشة خارجية، من المتوقع أن تضم مختلف الأنشطة لخدمة شريحة متنوعة من الزوار، بالإضافة إلى مساحات جديدة للتعليم ومجموعة من المكاتب.

وقد أراد من خلال هذا المشروع ربط مبنيي المتحف القديم جغرافياً ووظيفياً، من خلال تصميم المدخل المشترك ومساحات العرض المرنة والمساحة الأخرى متعددة الاستخدامات، في المقابل كان على المشروع تلبية المعايير التي وضعتها وزارة الداخلية، والسبب أن واحداً من المباني القديمة يعتبر أصلاً معلماً تاريخياً تعود ملكيته إلى لجنة المتاحف التاريخية في بنسلفانيا.

إذ يكشف المشروع عن توسعة تتجاوز مساحتها 10 آلاف قدم تربيعي، فضلاً عن إعادة تنظيم وتجديد 47 ألف قدم تربيعي من المساحة الحالية لتحسين وظائف المتحف، وتضم هذه التوسعة فيما تضم مدخلاً رئيساً شفافاً بالكامل لتشجيع دخول المارة إلى المتحف، ويعلو هذا المدخل عارضة مثبتة من طرف واحد -شفافة أيضاً- تطل على شارع إري الرئيس، فالهدف من المشروع في الأول والأخير فصل المتحف من الناحية الجغرافية بعيداً عن المباني المجاورة، بغض النظر عن دمج مجموعة من الألوان على نقيض السماء الرمادية التي تظلل المدينة، وقد ساعد شكل العارضة الجريء نسبياً بالاشتراك مع الألواح الزرقاء المعدينة والنحاسية على تحقيق هذه الغاية.

كما ساعدت ميزات التصميم بما في ذلك المعرض الكبير، حيث تؤطر هذا المعرض جدران متعاقبة يمكن إعادة تشكيلها بسرعة دونما أي جهد يذكر، على انضمام المشروع لمؤسسة كريسج لتصميم المباني الخضراء، كما وقد ساعدت استراتيجية التصميم هذه على إزالة مخلفات البناء وهدم الحواجز المؤقتة، وتقليل الوقت اللازم للموظفين لإقامة المعارض.

أما الأسطح الخضراء واستخدام المياه ضمن الحدود الدنيا والطرق المعبدة القابلة للنفاذ بالإضافة إلى نظام جمع مياه الأمطار وكسوة البناء العازلة ونظام الطاقة الميكانيكية الفعال، فإن من شأنها أن تجعل المتحف من ضمن أبنية الفئة (أ) تبعاً للقائمة التي وضعتها الجمعية الأميركية للمتاحف، بغض النظر عن كونها عوامل تساهم في الحد من النفقات التشغيلية والتأثيرات البيئية.

إقرأ ايضًا