محطة قطارٍ بـ “عيونٍ ضوئية” في شتوتغارت

9

على الرغم من أنها مصممة أصلاً في عام 2007 بدأت محطة شتوتغارت الرئيسية تتوجه بجديّة نحو التفكير بموضوع الاستدامة والنقل الأخضر. لهذه الغاية، وبالعودة إلى ذلك التاريخ، أقامت كلٌّ من مدينة شتوتغارت وشركة سكك الحديد الوطنية في ألمانيا Deutsche Bahn مسابقةً خاصةً لتصميم محطةٍ جديدةٍ يمكن أن تستوعب سكة حديد عالية السرعة وعديمة استهلاك الطاقة.

وفي نتائج المسابقة، ذهبت الجائزة الكبرى إلى شركة Ingenhoven الشهيرة ومقرها دوسلدورف في ألمانيا، التي حوَّل تصميمها مسارات السكة الحديدية بمقدار 90 درجة ووضعها تحت الأرض من أجل خلق منتزهٍ ضخمٍ جديدٍ في مركز المدينة.

حيث ستتوضَّع هذه المسارات الثمانية على أربعة منصاتٍ مركزيةٍ بطول 420 متر لكلِّ منها، كما سيكون هناك أربعة مسارات وصول على كل جانبٍ من جوانب المحطة.

ومع أن عدد المسارات في المحطة الجديدة التي ستحل مكان المحطة الحالية في مدينة شتوتغارت لا يعادل سوى نصف عدد المسارات السابقة، إلا أن عدداً أكبر من القطارات سيكون قادراً على دخول المحطة والخروج منها يومياً.

أما أكثر ما يلفت النظر ويثير الإعجاب فعلاً، فهو الفتحات أو “العيون الضوئية” التي تعد أهم سمةٍ معماريةٍ في التصميم المذهل، مما سيجعل من المبنى رمزاً للمدينة كلها.

والسمة الهامة الأخرى هي أن السقف سيعمل كرصيفٍ، ليشكِّل ساحة شتراسبرغر الجديدة القريبة جداً من منتزه شلوسغارتن.

بخصوص معايير الاستدامة، يتوفر في المشروع ملاقف ومناور ضخمة تعمل على ضخ الإضاءة الطبيعية على المسارات الواقعة تحت الأرض، ومع استخدام الألواح الضوئية على إحدى المباني القريبة، يصبح المُجمَّع بأكمله مدينةً غير مستهلكة للطاقة على الإطلاق فعلياً.

السبب الرئيسي وراء بناء المحطة الجديدة هو التقييد الذي تعرضت له شتوتغارت -المدينة الهامة في الشبكة الأوروبية- بسبب نهاية خط سكتها الحديدية التي لا تمتلك سوى طريقاً واحداً لدخول وخروج القطارات.

بينما تأتي المحطة الجديدة لتحوِّل المسارات بشكلٍ متعامدٍ مع المحطة القديمة، بحيث تتمكن القطارات من المرور عبرها بدلاً من أن يكون عليها التراجع للخروج، وهذا أمرٌ بغاية الأهمية من أجل أن يسير عمل المحطة عالية السرعة بطريقةٍ فعالةٍ.

كما شغلت المحطة القديمة بعض العقارات الهامة في مركز المدينة ومزجتها بفوضى مع مسارات القطار، ولكن المحطة الجديدة ستدفع بالمسارات بمقدار 12 متر أسفل السطح، لتفتح هذه المساحة على منتزهٍ عامٍ يمتد على 42,000 متر مربع.

إذ سيمتد هذا المنتزه العمراني الجديد أيضاً إلى منتزه شلوسغارتن أو حدائق القلعة القريبة، لتعمل كرئاتٍ تنفسٍ للمدينة فتزودها بالمتعة والهواء النقي.

أما المقطع العرضي للمسارات ومنصة السكة فيُظهِر أنابيب التهوية وفتحات الضوء الموجودة على السقف. في حين سيتم إظهار الإنارة في الليل عبر هذه الأنابيب الفعالة.

بينما يُظهر المقطع العرضي الجانبي واحداً من المداخل الرئيسية في محطة القطار في علاقته مع مبنى سكة الحديد الموجود. ومن الواضح أيضاً أن هناك ممراتٌ إضافيةٌ تربط سكة الحديد بشبكة الأنفاق.

وبما أن المسارات الجديدة ستمر تحت المبنى الرئيسي الحالي للمحطة، ستتوفر بهذه الطريقة مساحةٌ جديدةٌ لإضافة المزيد من التطويرات في المستقبل. والأهم أنه بإمكان هذه المسارات أن تتدبر أمر أعداد المسافرين المتزايدة وتضمن خدماتٍ سريعةٍ ومريحةٍ لهم على المستويين الإقليمي والعالمي وعلى مسافاتٍ طويلةٍ بواسطة سكتها الحديدية.

أخيراً، ننوِّه إلى أن عمليات تطوير المحطة تجري حالياً في شتوتغارت، ويتوقع أن تكتمل عام 2016، على أمل أن يحصد هذا المشروع المزيد من الجوائز بعد حصوله على جائزة Global Holcim عام 2006.

إقرأ ايضًا