جامع بدون قبة؛ براءة اختراع لإندونيسيا

1

تنتنشر في الآونة الأخيرة موضة جديدة من الجوامع والتي تتعدى كونها مكاناً لتأدية الصلاة، حيث بات الجامع في أيامنا مركزاً متعدد النشاطات بحد ذاته يختلف بتفاصيله المعمارية عن الجوامع التقليدية المنمقة والمزخرفة ذات الإضاءة المبهرجة والقباب العالية المذهبة، وخير مثال عن هذه النسخة الجديدة من الجوامع هو جامع Al-Irsyad في إندونيسيا.

إن أول شيءٍ قد يجذب انتباهك عزيزي القارئ بالنظر إلى هذا الجامع هو عدم وجود القبة، والتي تعتبر سمةً نموذجية للجوامع. فقد ارتأى معماريو Urbane بعد القيام بالعديد من الدراسات والأبحاث في تاريخ الإسلام بأن لا ضرورة للقبة وبأنها دخيلةً على عمارة الجوامع وليس لها أية هوية ثقافية أو دينية حقيقية!

فجامع Al-Irsyad وعلى نقيض الجوامع التقليدية مصنوعٌ فقط من الأحجار المكدسة -كما تلاحظ عند تفحص صور الواجهة الرئيسية- لخلق تأثيرٍ إنشائيٍّ خاص، في الوقت الذي تم إقحام العديد من النصوص الإسلامية على الواجهة في محاولةٍ لتخليد الخط العربي الأصيل والتذكير بوظيفة الجامع الأساسية، ألا وهي الصلاة.

كما ويتخذ جامعنا لليوم شكل المربع والذي يبدو الشكل الأكثر كفاءة فيما لو أخذنا بعين الاعتبار طريقة اصطفاف المسلمين عند تأدية الصلاة في صفوف متجهين نحو القبلة، بينما تم توجيه الأعمدة على نحوٍ غاية في الدقة والبراعة لتبدو الواجهة إلى حدٍ ما غير مؤطرة على الإطلاق كما هي حال الكعبة المشرفة.

ونأتي على ذكر المئذنة التي جاءت على شكل عمودٍ طويل بجانب الكتلة مربعة الشكل، والتي لطالما كانت وسيلة لتذكير بالأذان وضرورة قيام الصلاة، وتضم هذه المئذنة العديد من مكبرات الصوت لدعوة المصلين، وهنا لا بد لنا من أن نشير إلى أن جامع Al-Irsyad يستوعب حتى 1,000 شخص.

وأخيراً يتفرد هذا الجامع الفريد بالاندماج مع الطبيعة دوناً عن غيره من الجوامع بمساحة 970 م2، حيث تسمح الأحجار المكدسة بالتهوية الطبيعية مما يلغي الحاجة لمكيفات الهواء، بينما يستفيد Al-Irsyad من إحاطته بالمياه في تبريد حرارة المناطق المحيطة خلال موسم الصيف فضلاً عن قدرة الناس على رؤية الناس ما يجري في الخارج من الداخل.

إقرأ ايضًا