كولومبيا تخلق مجتمعاً مستقلاً في مدرسة

2

عملت شركة Giancarlo Mazzanti على تصميم مدرسةٍ جديدة في Bogota بكولومبيا. حيث يتجاوز الهدف من بناء هذه المدرسة بناء مكانٍ منعزلٍ كما هو واضحٌ، إلى خلق مشروعٍ عمرانيٍّ أيضاً يُظهر بوضوحٍ مدى تناغم بناء المدرسة مع محيطه وبيئته الخارجية حوله، والداخلية ضمنه. وتتشكل هذه المدرسة من القاعات الدرسية التقليدية وأجزاء أخرى كالمكتبة والمدرج والكافتيريا، بالإضافة لغرفٍ تدعم فيها المدرسة نشاطات السكان المجاورين.

وبرغم ما يُظهره مخطط المدرسة في طوره الأول من أنها منشأةٌ بعيدةٌ عن جوارها، سيكون المشروع منفتحاً على المدينة بقدر انغلاقه على نفسه في آن، حيث يترك حوله مساحاتٍ صغيرةٍ وحدائق خارجية للاستخدام العام، وتبقى نشاطات الناس قريبة وإنما خارج جدران وحدود مؤسسةٍ تعليميةٍ مغلقة. مع مراعاة عدم تأطير المدرسة ورسم حدودها بجدرانٍ أو قضبان، حيث يكفي انغلاق الصفوف والوحدات فيها لتضع حدوداً منطقيةً تفصل المدرسة عن الحدائق العامة المحيطة بها.

وقد كان من الذكاء بمكان تصميم المدرسة بنظامٍ معتدل قادرٍ على التأقلم مع أي ظروفٍ مهما تنوعت، سواءً كانت طبولوجية أو عمرانية أو وليدة الظروف بعد إتمام تنفيذ الخطة العامة. وقد قام البناء تبعاً لعدة بروتوكولاتٍ ثابتة، كسلسلةٍ منتظمة من الإجراءات والأحداث المرتبة وتبهاً لمهارة نظام البناء المتبع “التقسيم التسلسلي” الذي يتعامل مع البناء تبعاً للمكان وقدر الشمس وطبولوجية الأرض، وأخيراً الأحداث. أي إنه بمعنى آخر نظام التكيّف.

ويعتمد النظام التكيفي هذا على مجموعة نماذجٍ متعاقبة. يكون كل نموذجٍ فيها فريدٌ وقادرٌ على تطوير بنيةٍ أكثر تعقيداً وتكيفاً. أما نظام التقسيم فقد نشأ كلسلسة بناءٍ يرتبط فيها كل نموذجٍ بالنموذج المجاور له. وهكذا تبدأ حلقات السلسلة بالتشكل أثناء تقدم العمل في المشروع.

وفي نفس الوقت تنشأ بعض المساحات والفراغات المفاجئة أثناء العمل، وبالطبع يتم الاستفادة منها لتعزيز الاستفادة من البناء “كمدرسة”، مع عدم إغفال أن نظام التجميع يسمح أيضاً بتشكيل الأفنية والشوارع والقطاعات الجانبية والحدائق وبعض المساحات الخارجية التي يمكن تزيينها بالأشجار.

أما البرتوكولات فهي أن يتطور أحد العروض العادية بحيث يخلق مجموعة قواعد تحدد وجهة العملية لتحقيق هدفين؛ أولهما “مكاني – كالصفوف الدراسية” ثم ليتحكم بالعلاقات المثالية المكانية بين الأجزاء والأماكن والإطلالات والمساحات الخاصة وأماكن توزع ضوء الشمس والاتصالات حتى.

وقد تم تطبيق النماذج النظرية بطريقةٍ عمليةٍ كما يلي: • فالصفوف الدراسية تتكون من ثلاث نماذجٍ؛ النموذج 1a في الطابق الأول للدراسة، والنموذج 1b للصفوف الخاصة وغرف المدرسين وهي في الطابق الثاني.

• أما حلقات الوصل بين الطوابق والصفوف فهي إما بنموذج 2a الذي يربط النقاط المستقيمة ببعضها، أو نموذج 2b الذي يربط بين أماكن تلتف بزاوية 130 درجة ، ونموذجٌ ثالثٌ يربط بين التفاتاتٍ بزاوية 30 درجة للإلتفاتات الحادة وهي نموذج 2c.

وفي الختام نشير إلى أن عناصر المخطط المتنوعة في المدرسة تُمكّن من أن توفي هذه المؤسسة مجتمعها المحيط حقه من الخدمات، فلها مدخلها المرحب وعلاقتها المباشرة مع الشارع. وتُعتبر تراكيبٌ كهذه بسبب حجمها ووظيفتها نموذجيةً ومثالية، إذ تتسق مع وظيفة المبنى التعليمية. وبعيداً عن الصفوف الدراسية، يهدف النموذج لتقوية شكل ومظهر المساحات الفاصلة أو الفراغات المسقوفة بين الصفوف التي تتشابك وتتواصل وكأنها توسعٌ أو امتدادٌ للصفوف، أو أشبه ما تكون بمساحاتٍ للجلوس والتأمل والتفكر، ولتجمع الطلاب مع بعضهم وتزيد أواصر الصداقة بينهم. كما أن كل فراغٍ أو فناءٍ بين الصفوف له سماته التعليمية والحسية والديناميكية الخاصة التي تعرّفه.

إقرأ ايضًا