تصاميم ملاعب جنوب إفريقيا هذه السنة تجذب أنظار العالم!

19

سيتم تنظيم بطولة كأس العالم 2010 في أفريقيا لأول مرة في التاريخ، وذلك بعد أن أتاح الاتحاد الدولي لكرة القدم نظام تبادل استضافة البطولة بين القارات، وحصلت القارة الأفريقية على حقها في استضافة بطولة كأس العالم عام 2010 في تنافسٍ دخل فيه السباق كل من مصر والمغرب، وإستطاعت جنوب أفريقيا في النهاية حصد الأصوات الأكثر من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث تم بعد التصويت الإعلان عن الدولة الفائزة في إستضافة كأس العالم 2010 في زيورخ بتاريخ 15 آذار 2004.

ومع انطلاقة شمس صباح الحادي عشر من شهر حزيران سوف تشهد القارة السمراء أولى مباريات كأس العالم ولأول مرة في تاريخها، كما وتجري التحضيرات على قدم وساق من قِبل القائمين على الاحتفالية الكروية الاستثنائية، فقد تم مؤخراً الاستعانة بفريق العمل من شركة gmp architekten لتصميم استاد في مدينة ديربان التي تُعد ثالث أكبر مدن جنوب إفريقيا من حيث عدد السكان، والتي تمتلك سجلاً كروياً حافلاً بالعديد من اللقاءات الهامة التاريخية.

فمنذ تأسيسها في عام 1965 اتخذت الشركة على عاتقها نهجاً استثنائياً يميزها عن باقي الشركات المعمارية، حيث استمرت بالتوسع إلى أن باتت تضم أكثر من أربع مائة موظف في عشرة مكاتب منتشرة في ألمانيا وغيرها من الدول، وهاهي اليوم تصل إلى جنوب إفريقيا بعد قيامها بالعديد من المشاريع في الهند وفيتنام والبرازيل وايطاليا وتركيا وغيرها الكثير.

حيث يواصل ملعب ديربان الجديد والمسمى على اسم الملك سنزانكاجونا أمجاد المدينة السابقة، ويُعتبر الملعب الضخم والمكون من ثلاثة طوابق جزءا ًمن منطقة “كينج بارك” الرياضية التي تمتاز بها مدينة ديربان وهي المنطقة التي تضم أيضاً العديد من النشاطات الرياضية الأخرى مثل ألعاب القوى والركبي والغولف والسباحة.

فالجميع متلهف لرؤية الاستاد الفريد بالتزامن مع انطلاق شارة البداية لهذه التظاهرة الكروية، وهو أحد الملاعب الثلاثة بتوقيع الشركة نفسها، حيث بإمكان زائري المدينة لأول مرة الوصول إلى أرض الملعب المتعدد الوظائف من جهة الجنوب على بعد خطوات من المطار، ومن بعيد يمكن ملاحظة القنطرتين المقوستين بوضوح على علو مئة وأربعة أمتار!!

ونلاحظ بأن المدخل الرئيسي في نهاية الحديقة الضيقة والطويلة والتي تبلغ حوالي اثنين ونصف كيلو متر، يتزامن مع نقطة تشعّب القوس مشكلاً بذلك بوابةً للمدينة، بينما وعند النهاية الشمالية من الاستاد يوجد طريق للسيارات يؤدي إلى الممر السماوي على قمة القوس، ومن هنا يستطيع الزوار الاستمتاع بالمشاهد الساحرة المطلّة على المدينة والمحيط الهندي، حيث يقوم القوس بإضفاء صورة مميزة على الاستاد الذي يقوم بدوره بإثراء أفق مدينة ديربان.

أما بالحديث عن هندسة السقف الفريدة والتي جاءت وليدة فكرة معمارية تقول بتخصيص الحلقة المضغوطة بشدة بين الوعاء الذي يضم الملعب وبين القوس لتشغل السقف، بينما تم ابتكار سلسلة من الكبلات القطرية ومن ثم تمّ شدها بإحكام إلى الحافة الداخلية للسقف، وبالنتيجة لتظهر الحلقة المشدودة بشكل لوزي.

كما وتمّ إكساء السقف بغشاء نسيجي مدعم بطبقات من البوليستر أو البروبولين يستخدم للتصفية والترشيح، والذي يسمح بدخول خمسين بالمئة من خلال السقف، بينما يقوم بتأمين الحماية ضد وهج الشمس والأمطار، أما الواجهة ذات الهيكل المصفح والمفتوحة، فإنها تتابع تموج كتلة الاستاد وتقوم بحجب الشمس ونوبات الرياح المتكررة عن الممشى المحيط بالإضافة إلى توفيرها إطلالة مميزة ومفتوحة على الخارج.

وبالانتقال إلى الكسوة الخارجية والتي تعتبر نتيجةً للغطاء الهندسي على شكل مخروط مثبت على اسطوانة، فإنها تجعل من التنزه حول دائرة الاستاد تجربة ً لا تنسى، حيث يستمتع الزائر بأقواس الواجهات المرتفعة التي تتغير مع مرور الوقت على نحو مميز.

كما وتبلغ الطاقة الاستيعابية للاستاد سبعين ألف متفرج يتوزعون على ثلاثة مستويات، ولكن وبعد اختتام مباريات كأس العالم لهذه السنة، سوف يتم تقليص العديد إلى ستة وخمسين ألف مع إمكانية زيادة هذه المقاعد إلى خمسة وثمانين ألف مقعد أثناء الاحتفاليات الهامة.

حيث يمكن للاستاد الجديد أن يلبي كافة متطلبات الألعاب الأولمبية، ويُعزا ذلك للأراضي الخضراء المحيطة فيه والتي يمكن أن تستوعب العديد من الرياضات والنشاطات الثقافية والترفيهية والاجتماعية، وفي الختام يمكن لهذه الأحداث مجتمعةً أن تساهم في تطوير المناطق العمرانية إلى جانب كونها محطةً بارزة في الأحداث الرياضية في جنوب افريقيا.

إقرأ ايضًا