نصب إيفررست… منحوتة أم منتزه؟

0

ودّع أهالي دوهاميل صناعة التعدين إلى غير رجعة، فقد اشتهرت هذه المدينة الألمانية بصناعة التعدين منذ عقود، وشرعوا يبحثون عن نصب تذكاري مناسب ليضعونه في إحدى المواقع القديمة التي كانت عبارة عن حقلٍ للتنقيب عن المعادن، لتخليد هذه الصناعة، ووقع خيار الأهالي بالإجماع على تصميم فريق سايمن تاكاساكي المعماري، وهو عبارة عن منتزه بارتفاع 30 متر يدعى “إيفررست” أقرب إلى منحوتة منه إلى منتزه.

فقد كانت الغاية تأمين طريق ضمن المناظر الطبيعية الجبلية، يؤدي بدوره، على قاعدة من الحجارة الطبيعية المكسورة والصخور والمناظر الطبيعية، إلى القاعة الرئيسة ذات الأجواء الكهفية ولكن المضاءة في الوقت ذاته، فالمنتزه في النهاية، صرح تذكاري ذو طبيعة تأملية وملهمة في الوقت ذاته!

ويخدم هذا المنتزه بغض النظر عن طبيعته التأملية أو تلك الملهمة، بمثابة معرض أو مسرح لإقامة الحفلات الموسيقية أو قاعة لمجرد القراءة أو حتى اللعب، وقد ساعدت الإضاءة والتهوية الطبيعية على نجاح وظائف المنتزه على اختلافها.

ولكن هذه المساحة المضاءة والمهواة جيداً، لم تكن محاولة من فريق سايمن تاكاساكي فصل النصب عن العالم الخارجي، بل على العكس تماماً، فقد أراد تاكاساكي تسليط الضوء على طابع صناعة التعدين، وأن يرفعها من أعماق الجبل ويعرضها على السطح، حتى يشعر المرء بأنه في كهف، ولكنه قادر في الوقت ذاته على التواصل مع العالم الخارجي، وكأن المساحات الجبلية التي تحيط بالنصب تمتد إلى منصة المراقبة.

فعندما تنظر إلى النصب من الخارج، سوف تشعر بأنه تشكل بفعل قوى الطبيعة غير المرئية، التي حولته إلى كيانٍ غير متبلور وسط حقل التعدين، حيث قامت الرياح القوية بدورها بضخ شيءٍ من الديناميكية والتناغم على التصميم، بينما قامت قوى أخرى مدمرة بتجزيئه، يلي ذلك التسلسل الزمني للموقع، فقد فرض هذا التسلسل قاعدة كثيفة عند الأرض في إشارة إلى الماضي المغبر، ومن ثم قامت هذه القاعدة بالتحلل والانقسام، باتجاه المستقبل.

إقرأ ايضًا