مدرسة محشورة في كنيسة أثرية عمرها 80 سنة

6

يقال أن للتربية الدينية أثرٌ بالغ في نفوس الصغار، فكيف إذاً حال مبنى مدرسي محشور في كنيسةٍ يعود بناؤها لثمانين سنة خلت؟

بوقوعها في حضن واحدةٍ من المباني الأثرية كمبنى سانت جونز يونايتينغ شيرش غروب (NSW)، كان لابد على مدرسة Wahroonga الإعدادية أن تظهر بمظهرٍ لائق وأن تواكب في الوقت نفسه أعداد الطلاب المتزايدة، إذ يطوق مبنى (NSW)، المدرج على لائحة مواقع التراث العالمي مبنى المدرسة القديم وسط المدينة الأسترالية من جهتين، كما وشهدت المدرسة مؤخراً توافداً كبيراً من الطالب الراغبين في التسجيل.

فكونك طالباً في هذه المردسة هي ميزة قائمة بحد ذاتها، وهذا ما دعى منظمة بناء الثورة التعليمية (BER) تكليف فريق GGF رفد المدرسة القديمة بملاعب إضافية، وفي سبيل ذلك قامت المنظمة بشراء قطعة أرض مجاورة، كما وطلبت من فريق العمل إعادة النظر بكتلة الطوابق العليا على شكل حرف L لاستقبال المزيد من الصفوف الدراسية بالإضافة إلى مكتبة وغرفة للموسيقى، وأخيراً وليس آخراً ارتأت المنظمة وجود مصعدٍ جديد لتسهيل وصول الطلاب ناهيك عن تشطيب الأرضية في الردهة والمدخل الرئيس.

فقد توصل مسؤولو (BER) إلى أن حاجة المدرسة إلى توسعة لا يتعارض مع وجود مبنى الكنيسة الأثري بجوارها بل على العكس سيكون لذلك العديد من الآثار الإيجابية في إثراء البيئة التعليمية، في الوقت نفسه لم يغفل فريق GGF عن وجوب تكييف المبنى الجديد مع عمارة المبنى القديمة.

أما من الناحية البيئة فقد كان هناك العديد من المنافع لإبقاء المبنى الأصلي، فعدا عن تقليص نطاق الهدم، سوف يكون بالإمكان إعادة تدوير مواد البناء، كما وسيعود ذلك على المبنى الستيني بمنفعة كبيرة في المقابل، إذ سيسمح بتحسين معايير السلامة؛ بما في ذلك إقحام التكنولوجيا الرائدة في مجال توفير الطاقة، زد على ذلك تحسين البية الداخلية من تهوية طبيعية ورطوبة إلى نوعية الهواء والإضاءة.

يُذكر أن كنيسة سانت جونز قد صُممت على يد المعماري Charles Slatyer من شركة Slatyre & Cosh في عام 1898 قبل أن تتعرض في العشرينيات من هذا القرن إلى العديد من عمليات التجديد، فقد استلم المعماري البارز جون شيدان آدم من شركة Sulman, Power and Adam مهمة تجديد الكنيسة على مراحل، أما مبنى المدرسة فقد تم تصميمه من قبل فريق Laurie & Heath المعماري في الفترة الواقعة بين الخمسينيات والستينيات، وفيه كشف الفريق الأمريكي عن تناقض بالغ مع عمارة الكنيسة وقاعاتها إن كان من ناحية الأسلوب أو التفاصيل.

ويسترعينا هنا قيام عملية التجديد التي أقرتها منظمة (BER) بإبراز هذا التناقض بدلاً من التخلص منه، فعلى سبيل المثال تم الإبقاء على نوافذ الكنيسة التي قام بتصميمها مصمم الزجاج المعروف نورمان كارتر (1875-1963)، واقتصر الأمر على تلوين هذه النوافذ بألوان الأصفر والأحمر والأخضر والأزرق، كما هي حال المساحات الداخلية من المدرسة، وبذلك نجح معماريو GGF الحفاظ على أصالة المبنى ورفده بوجهٍ عصري ملون.

إقرأ ايضًا