مستدام للغاية

6

ربحت شركة سوربانا الاستشارية العالمية جائزة سكايرايز جرينيري لعام 2010عن تصميمها لمبنى R4 Apartmant, بوحداتٍ سكنية افتراضية تم بناؤها فوق مركز “هوكر” Hawker النموذجي في سنغافورة، والذي يعتبر مركزاً فريداً من نوعه باعتباره سوقاً مفتوحاً للطعام, ليحقق توضع المبنى فوقه علاقة تكافلية فريدة من نوعها.

ففي هذا البرج المميز يتم تأمين احتياجات الشقق السكنية بالاستعانة بمخلفات الحرارة والزيت المنبعثة من مركز “هوكر”, كما يتمتع قاطنو المشروع باستهلاك الخضروات الطازجة المسمّدة بمخلفات الطعام والمزروعة باستخدام الزجاجات المعاد تدويرها. ولتكون العلاقة تكافلية بكل ما للكلمة من معنى، يستفيد المركز من الطاقة الشمسية والخضراوات ومياه المطر المجمّعة على أسقف الشقق.

بإمكاننا القول أن بناء المشروع فوق مركز الطعام وانحراف الشقق المتراكمة قد زاد من مساحة السطح المكشوف, ونتيجةً لذلك ازدادت نسبة رقعة الأرض الخضراء في البناء ككل. وبما أننا قد تطرقنا للحديث عن الجانب الأخضر نحيطكم علماً أن تصميم المنظر الطبيعي قد اعتمد على مفهوم “الطعام من أجل الأمان والطعام من أجل الحياة”, فإنتاج الطعام محلياً قد ساعد في التقليل من أثر الكربون، كما ساعد المستخدمين في تحقيق اكتفائهم الذاتي، وجعلهم أقدر على التحكم بنوعية الطعام الذي يتناولوه.

وعن المساحات الخضراء نشير إلى أنه قد تم نسجها ببيئة ناطحة السحاب هذه, بحيث تخدم كلاً منها مجموعةً من القاطنين, بينما تم تصميم أسوار الشرفات المزروعة بهدف لزيادة نسبة المساحات المزروعة إلى أقصى حدٍ ممكن, بالإضافة إلى كونها قابلة للوصول حتى لمستخدمي الكراسي المدولبة من سكان المبنى. وفوق هذا كله تؤمن هذه المساحات مكاناً مناسباً للزراعة وآمناً للأطفال في نفس الوقت, علاوةً على أنه قد تم تزويدها بأنظمة زراعةٍ عموديةٍ متنوعة تعيد استخدام المواد في الزراعة.

وبما أن فرص دخول الشمس إلى المبنى قليلة تبعاً لشكله, جاء حل المعماريين المبتكر بتدوير طبقات المبنى المكدسة لخلق مساحاتٍ من الكتل التي تسمح بدخول أشعة الشمس والهواء عبرها. ليتم فيما بعد تدعيم هذا النظام كله بالاستعانة بلمبات ضوئية فلورية تستمد طاقتها من مخلفات الزيت والطاقة الشمسية.

هنا لابد من الإشارة إلى مياه المطر لم تنفذ من قبضة أصدقاء البيئة، حيث سيتم استخدامها في ري المزروعات وغيرها من المجالات. وعلاوةً على ذلك، ستتم إعادة استخدام نفايات مركز “هوكر” بما في ذلك الزجاجات البلاستيكية والصناديق البلاستيكية الرغوية وبقايا الطعام.

من الجدير ذكره ختاماً أنه قد تم تزويد المبنى بنظامٍ لجمع مياه المطر من الحدائق وأسطح ناطحة السحاب ليتم ضخها فيما بعد داخل أنابيب تعمل بالطاقة الشمسية, بينما تتدفق المياه الفائضة بفعل الجاذبية بواسطة أنابيب ناقلة. وأخيراً سيتم استخدام أجهزة توقيت آلية لتحديد فترات تغذية وري المزروعات للأنظمة الهيدروبونية والأيروبونية. أما فيما يتعلق ببقايا الطعام فسيتم استخدامها أيضاً هي الأخرى لتتحول إلى سمادٍ طبيعيٍّ وأنزيم قمامة يزيد من خصوبة التربة ويحسن من مستوى الزراعة كنتيجةٍ لذلك.

إقرأ ايضًا