قمع ضخم يحفظ تاريخ كايين في غينيا

3

قليلةٌ هي المشاريع التي تحمل هوية عميقة، ولكن مركز ذاكرة غينيا في مدينة كايين من تصميم فريق D3 استطاع أن يركز على تنشيط ذاكرة أبناء المدينة حيال تاريخهم المحلي العريق، وبالتالي استحق الفوز بتصميم المركز دوناً عن غيره.

كما وقد ساعد تصميم D3 تجسيد اثنين من الجوانب الهامة؛ الأول مادي يتعلق بحماية الوثائق الهامة والقيمة التي تمثل تاريخ غينيا الثقافي والتاريخي داخل غرفةٍ تقنية متخصصة مكسوة بطبقة ثلاثية مبردة، أما الثاني فرمزي؛ ونقصد به قدرة التصميم على إعطاء رمز حقيقي لتراث غينيا وإحياء العمارة المحلية الشعبية، ويظهر ذلك جلياً في سقف المبنى المزود بحواجز شمسية لتوفير الراحة والتظليل إلى جانب الهواء النقي.

وفي تفاصيل التصميم، يتكون المشروع من ثلاث مكوناتٍ رئيسة هي:

1- الصومعة الضخمة جداً والمضغوطة في الوسط بأبعادٍ تتراوح بين 17×23×49 م، حيث يتم هنا تخزين السجلات لحمايتها من الحرارة والرطوبة والفضل لكسوتها الإسمنتية المزدوجة، كما وتمت حماية هذه الصومعة من أشعة الشمس أيضاً بواسطة كسوة خشبية أضفت هي الأخرى على المبنى هويته المميزة.

ويسترعينا في هذا المربع الآمن المستخرج من التربة ارتفاعه الشاهق، والذي تدعمه ركائز ضخمة بوحيٍ من كتلة الأرشيف.

2- الأنشطة؛ مثل المكاتب والورش وغرف الاستقبال والقراءة والغرف التعليمية، وتتخذ مكانها على شكل حلقةٍ ضخمةٍ تدور حول المخازن، مما يساعد على ضغط المبنى، ويربط بين الخدمات على نحوٍ أفضل.

كما ويدعم هذا التبادل أيضاً وجود ممر فسيح تمت إضاؤته بواسطة ملقفٍ في قمة القمع العالي والموجود تحديداً ما بين الكسوة الخشبية وتلك الإسمنتية، كما يتوضع جسر صغير للمشاة في الطابق الأول وتحديداً في قلب هذا القمع بشكلٍ يشابه شكل الميزانين، لتتمثّل وظيفته في ربط غرف الطابق الأول، ونشير هنا إلى قدرة هذه المساحة على إعطاء المخزن شكلاً مميزاً بينما، تستخدم في الواقع بغرض الاستراحة أو الاجتماع، إذ بإمكانها تجميع وتنظيم تحركات الأشخاص داخل المركز على نحوٍ سلس ومنظم.

3- يغطي المبنى بالكامل كسوة واقية تتكون من شرائح خشبية تم رصفها أفقياً للحماية من أشعة الشمس ظهراً، كما وتسهم هذه الشرائح بإضفاء قليلاً من الحركة على البناء، وتجسيد الطاقة الزمنية المتعلقة بتأثير المعلومات التي يمكن للمرء العثور عليها في الداخل، على نقيض ما هو متعارف عليه بخصوص السجلات التاريخية.

لقد استطاع الغشاء المغلف للمبنى، بوحيٍ من العمارة المحلية الشعبية في كايين، العثور على مقارناتٍ عدة في مختلف الجوانب الثقافية والمعمارية، فمن تبريد المساحة بواسطة السطح الضخم، إلى إمكانية الرؤية دون أن تزعجنا أشعة الشمس، وصولاً إلى الحماية من الأمطار الموسمية، نصل للأهم من كل هذا، وهو نجاح شكل الغشاء العضوي بمحاكاة البيئة الطبيعية لكايين على نحوٍ ساحر.

إقرأ ايضًا