تجديد وتوسعة مكتبة كارنيجي في بيتسبرغ

3

تعتبر مكتبة كارنيجي (CLP) الوجهة الأكثر تنوعاً عرقياً واقتصادياً في بيتسبرغ، بنسلفانيا منذ أكثر من أربعين سنة، وهو ما استدعى فريق العمل في استوديو EDGE إلى الموافقة فوراً على طلب إدارة المكتبة لتجديد كامل المساحة القائمة (33 ألف قدم مربع)، فضلاً عن تنفيذ توسعة إضافية حوالي (9 آلاف قدم مربع) مما سيسهل عملية إعادة تنظيم خدمات المكتبة التي تبدأ مع الأطفال مروراً بالمراهقين وصولاً إلى البالغين.

بدايةً قام فريق العمل بالتخلص من كسوة المبنى الزجاجية، ومن ثم قام بتوسيع الكتلة الخارجية لزيادة حجم المساحة الداخلية، وإعطاء شكل جديد للمبنى، في محاولةٍ لاستثارة أنظار المارة في جميع الشوارع القريبة، حيث سيلاحظ المرء بمجرد اقترابه من مكتبة كارنيجي، على الرغم من القالب المعماري المعاصر، استراق فريق EDGE للمبادئ الرئيسة لعملية التجديد من الكنيسة المجاورة، والتي يعود تاريخ بنائها للقرن التاسع عشر، عندما ظهرت العمارة القوطية الجديدة.

فعلى سبيل المثال، تم تطويق مبنى المكتبة الجديد بحاجز مطوي ضد المطر، وقد تم تشكيل هذا الحاجز بحيث يكشف عن العمق في الظل والضوء، أما في الطوابق العليا، فيمتد المبنى إلى أبعد من حدود الموقع وصولاً إلى أروقة الشوارع الرئيسة، مما يجعله أكثر وضوحاً للزوار في المرة الأولى.

كما وقام فريق العمل بتنفيذ اثنين من المداخل الرئيسة، ويقع هذان المدخلان قبالة بعضهما البعض، في حين يقع مكتب لخدمة الزبائن في الوسط، وذلك لاستقبال الزوار الذين يصلون على متن الحافلة من على الجانب الأيمن وأولئك الذين يركنون سياراتهم في الساحة العامة على الجانب الأيسر.

أما الجدار الخارجي الجديد فسوف يخدم بمثابة كسوة عازلة حرارياً، وبالتالي سوف يتحول مبنى المكتبة إلى مبنى مستدام مئة بالمئة، تدعمه مجموعة من الأنظمة الميكانيكية عالية الكفاءة، جنباً إلى جنب مع المصابيح منخفضة الطاقة وأنظمة تصريف المياه التي تساعد على الحفاظ على انخفاض تكاليف التشغيل.

ونصل إلى الداخل، فقد قام فريق EDGE بإعادة تنظيم خدمات المكتبة الرئيسة داخل المساحة، بما في ذلك قاعة الأطفال والمراهقين والكبار، حيث تم حشر هذه القاعات في طابق واحد لتكون على مرأى من جمع الموظفين، وكنتيجة تقليل عدد الموظفين، رغبةً من فريق العمل تعزيز الارتباط البصري والمكاني لدى الزوار، فمبجرد الدخول إلى المكتبة سوف يلاحظ الزائر بأن كافة الخدمات أمامه ولن يتكبد العناء للبحث عنها.

ويأخذنا هذا للحديث عن النوافذ الكبيرة التي تتيح دخول الضوء الطبيعي إلى الداخل، فقد تم التحكم بوهج الشمس من خلال الطابق الثاني الذي يتدلى فوق القاعة الرئيسة، رغبةً من فريق EDGE توفير مساحات عامة مريحة بل مثالية للقراءة واستخدام الحاسوب.

عدا عن التحكم بوهج الشمس، يضم الطابق الثاني أربع غرف اجتماعات، حيث يمكن دمج اثنتين من هذه الغرف عن طريق حاجز صوتي قابل للطي وتحويلهما إلى غرفة واحدة كبيرة، جنباً إلى جنب مع مجموعة من المكاتب المفتوحة.

في الختام نشير إلى أنه قد تمت الاستفادة من الطابق السفلي من المبنى لتخزين الكتب والوثائق التاريخية، فقد قامت إدارة مكتبة كارنيجي برصد أكثر من 150 ألف كتاب قديم وتخزين هذه الكتب في الطابق السفلي تحت اسم “المجموعة التراثية”.

إقرأ ايضًا