الشكل أم الربح؟

2

عادة ما تركز المباني المكتبية على تحقيق أقصى قدر من الربح، وتغفل، في المقابل، عن جمالية التصميم، لذا فهي باردة وخالية من أي حس فني في الغالب، ولكن ليس هذا حال مجمع أوردوس 20+10 المكتبي في مقاطعة دونغ شنغ الصينية، فقد استطاع المعماري برستون سكوت كوهين أن يحقق معادلة صعبة في تاريخ المباني المكتبية، وأن يجمع ما بين الناحية الجمالية والوظيفية.

فعندما نقول ناحية جمالية، قد يتراءى للبعض بأن المبنى المذكور يفتقر إلى الناحية الوظيفية، ولا نكون بذلك مجحفين بحق المباني المكتبية، فهذا هو الواقع، فكيف استطاع مجمع أوردوس هذا أن ينفذ يا ترى؟

قام كوهين بتقسيم المجمع إلى أربعة مباني مكتبية، وشرع بالتلاعب على تصميم هذه المباني لإبراز التفاوت الوظيفي فيما بينها، في المقابل، كان لا بد من الحفاظ على المشاهد الطبيعية المحيطة، لذا نلاحظ وجود فتحة في كل مبنى، لتعزيز الإطلالة على الخارج.

ولكن تقسيم الأرض لم يكن مجرد لمسة جمالية من كوهين بقدر ما كان نتيجة لمتطلبات السوق، حيث تم تقسيم مساحة المجمع (21500 متر مربع) بشكل قطري إلى نصفين عن طريق ممر منزلق، يقوم عدا عن تقسيم المباني، بربط كل طابق في كل مبنى، أما داخل كل طابق من هذه الطوابق فقد تم تخصيص نواة خدمية إنشائية تضم المخرج وخدمات المبنى.

ومن ثم تم رصف المكاتب ضمن طوابق مجزأة، مما أضاف تسلسلاً أكبر على كل منطقة مكتبية، كما وساهم هذا الإجراء، أي تجزيء الطوابق، في زيادة الخيارات بالنسبة للمستأجر، حيث يمكنه إما استئجار نصف طابق بشكل منفصل أو حتى استئجار عدة طوابق معاً، فقد قام كوهين بخفض أعداد الجدران والأعمدة الداخلية ما أمكن لتعزيز عامل المرونة ما بين الطوابق.

عدا عن تعزيز المرونة في الداخل، نجح كوهين بتعزيز المرونة مع الخارج، وقد ساهمت مجموعة الفتحات التي تتخلل الكسوة الخارجية، هذا بالإضافة إلى النهج الداخلي الجديد وعوامل أخرى كاتجاه المباني بجعل الموظفين أقرب إلى البيئة الخارجية، على نقيض ما يجري عادة في المباني المكتبية التقليدية.

إقرأ ايضًا