تصميم فريد لموقعٍ لترشيح المياه في ايطاليا

6

بوقوعه في Northen Lagoon Park إلى الشمال من مدينة البندقية، وعلى الحافة الجنوبية الشرقية لجزيرة Sant’Erasmo، يمثل مشروع ترشيح المياه هذا جزءاً من خطة تطوير الجزيرة من الناحية العمرانية والبيئية، والتي تقوم Magistrato alle Acque di Venezia بتنفيذه من خلال Consorzio Venezia Nuova، بعد التوقيع على برنامج عمل بين Magistrato alle Acque di Venezia و Veneto Region وبلدية البندقية.

لقد ساهمت عدة عوامل على إضفاء الشخصية المستقلة للمشروع، ومنها الطبيعة الهشة لأراضي الجزيرة والشواطئ الواسعة، التي يتغير شكلها وسماكتها تبعاً لعملية المد والجزر، إلى جانب الـ Austrian battery، وواحداً من أهم أنظمة الترشيح العالية المستوى التي كانت في يومٍ من الأيام موجودةً على البحيرة، والتي ماتزال آثار جدرانها السميكة والصلبة واضحةً على أراضي البحيرة، بالإضافة إلى وجود بساتين لزراعة نبات الخرشوف ونبات ghebi إلى جانب تصميم القنوات الداخلية للأراضي و البناء.

ومن الجدير بالذكر أن الفكرة الأساسية للمشروع قد قامت على تصميم “عتبةٍ للمكان”، وهي النقطة التي تصل فيها الأرض إلى النهاية.

وبالانتقال إلى تفاصيل المشروع الذي تعهد تصميمه C+S Associati، نلاحظ وجود أربعة جدرانٍ سميكةٍ بارتفاع مترٍ واحدٍ على التوازي، تم استخدام الاسمنت المدعم باللون الأحمر المخضب لبناء هذه الجدران القاسية ذات السطح الغير معالج، ليبدو المشروع في النهاية وكأنه قيد البناء، على نحوٍ يشبه الآثار القديمة، مع المحافظة في نفس الوقت على الهيكل والشكل المتميزين.

أما المساحات الموجودة بين الهياكل الإسمنتية، فقد تم إغلاقها بألواح عاليةٍ من خشب Iroko، والتي يمكن أن تُفتح من جهة المدخل، ومن جهة المناطق المخصصة لإفراغ الغبار.

كما يقوم الاسمنت الأحمر بمثابة البنية الأصلية لتصميم الموقع الطبيعي، أما بالنظر للبناء فيتميز بتوغل أساساته عميقاً داخل الأرض، وبمقابلته في نفس الوقت الأراضي المحيطة، لينتج عن الفراغ الحاصل ما يشبه الواجهة الأمامية.

إلا أن الأنظمة المفروضة قد حالت دون استفادة جزءٍ كبيرٍ من المشروع من أراضي العامة في الجزيرة، كما يعد العمل على تيارات المياه داخل المبنى بدون أن يؤثر ذلك على الشكل العام الفكرة الرئيسية للتصميم، التي تهدف بدورها إلى إخفاء الجزء الأهم من البناء، ليظهر في النهاية متحداً والأراضي، فعند النظر إليه لا نرى إلا الأجزاء الضرورية المتعلقة بأعمال الصيانة وعملية الإزاحة النهائية للمياه الناتجة عن عملية الترشيح.

حيث يتألف المبنى في النهاية من قسمين، قسم يضم المساحة الموجودة تحت الأرض، وهو المكان الذي تتم فيه عملية الترشيح، إلى جانب مساحةٍ تقع على سطح الأرض، حيث يتم تجفيف الطين، بالإضافة إلى وجود حجرةٍ لأمور الكهرباء وحجرةٍ أخرى لأعمال الصيانة.

وفي الواقع فإن المساحة الموجودة تحت الأرض إلى جانب الفتحات السقفية تسهم في خلق أرضٍ جديدةٍ تتقاطع الطرق فيها مع بعضها على نحوٍ يشبه لعبة المتاهة، بالإضافة إلى تشكيلها غطاءً نباتياً من زهر الخزامى ومجموعة من النباتات البرية والزهور العطرية مثل phloxو broom و rosemary، يعكس من تطور المبنى.

وأخيراً، فقد حاول المصمم جعل الجزء المؤدي إلى حديقة Northen Lagoon Park سهل الوصول، على نقيض المبنى المتعذر الوصول إليه، حيث يتخذ هذا الطريق أهميةً كبيرةً، كونه يشرف على الأراضي، وكأنه يقوم بمراقبتها. كما يتوقع أن يكون له دوراً في المستقبل كجزءٍ أساسي من الحديقة نفسها.

إقرأ ايضًا