على اعتباره واحداً من أفضل المطاعم اليابانية في مدينة مكسيكو واعتماداً على النجاح الملفت للنظر الذي وصل إليه مطعم Tori-Tori، سوف يتم نقل المطعم إلى بقعةٍ أكثر اتساعاً ولكن في نفس المنطقة في Polanco (مكسيكو)، حيث احتشدت جهود المصممين العريقين Michel Rojkind والمصمم الصناعي Hector Esrawe لتحقيق هذا الحلم.
فتماماً في قلب المنطقة السكنية في Polanco والتي تشهد تغييراً في معظم مناطقها، يتم تحويل المنازل إلى مساحات مكتبة أو مطاعم وفي بعض الأحيان على نحوٍ ملفتٍ للانتباه، حيث نلاحظ وجود علامة صغيرة في المنطقة التي تشهد تطويراً على نحوٍ يختلف تماماً عما يجري في الداخل مع المحافظة على الخارج.
وانطلاقاً من هذه الظاهرة، كانت رغبة Rojkind و Esrawe بتغيير المنطقة من الداخل وحتى خارج، وهكذا ومن خلال الاستفادة قدر الإمكان من الموقع، تم الإبقاء على المرآب في مكانه القديم بهدف استغلال الميزانية في أمورٍ أكثر أهمية، وبالأخص أمور إعادة البناء وتجديد المنزل، إلى جانب تعرية الداخل السكني والتخلص من كافة الملامح السكنية لتحقيق النتيجة المرجور بخلق بيئةٍ مختلفةٍ بالكامل.
حيث حاول فريق العمل في الشركتين البقاء بتماسٍ مع أجواء الطبخ التي تميز المطعم، إلى جانب محاولتهم خلق بيئةٍ مثالية وتهيئة الظروف للتمتع بأشهى المأكولات في أروقة Tori-Tori، فقد أثمرت جهود الشركتين المتضافرة مع الزبون وطاقم العمل في المطعم عن سابقةٍ مميزة في مجال المطاعم.
فمع مراعاة رغبة الزبون والتي ذهبت باتجاه الطراز الياباني بمعناه الغير حرفي، حيث أراد للمكان بأن يتمتع بحضوره الخاص العصري والعالمي في آنٍ واحد، يحظى زائري المطعم القادمين من شتى أنحاء العالم بعدة تجارب، كما تقوم المساحات المفتوحة الجديدة التراسات والبار المختص بتقديم نبيذ الأرز والمعبد الخاص بالمطعم بتلبية رغبات عشاق السوشي.
وبهدف المحافظة على الشعور بالحميمية والمودة فور وصول الزوار إلى خارج المطعم، يلحظ زائر Tori-Tori القادم للمرة الأولى مجموعات من الناس يأكلون ويشربون في كنف الطبيعة.
أما بالنظر إلى واجهة المبنى الحيوية والمناظر الطبيعية المستخدمة، فقد تم تصميمها بتأنٍ وعناية لتظهر على أنها مجرد توسعة للمطعم، بهدف تسليط الضوء على العلاقة القوية التي تربط الداخل والخارج، حيث يستقبل الداخل خارج المطعم ويتبعه بتناقضٍ خفيفٍ.
بينما في الداخل، تتمتع كل غرفة بجوها الخاص المختلف عن بقية غرف المطعم وتراعي في الوقت نفسه الوظيفة التي قامت من أجلها، فقد تم صنع المفروشات خصيصاً لتلائم أجواء Tori-Tori بحيث تتناسب بشكلٍ مباشر مع كل مساحة، حيث استغرق تصميم تشكيلة كاملة من الكراسي والطاولات خاصة بالداخل والخارج أكثر من ثمانية أشهر.
وعن هذا المشروع يتحدث المصمم الصناعي Héctor Esrawe “لقد كان الهدف من وراء هذا المشروع خلق فرصة للزوار للتمتع بمختلف الأجواء واختيار ما يناسبهم، كما تقوم المواد وطريقة إعداد كل مساحة إلى جانب خصائص المفروشات بطرح قائمة متعددة من الخيارات والأهواء على الزبائن الدائمين.”
أما بالعودة إلى واجهة المطعم، فنجد بأنها قد انبثقت من الأرض لتتسلق المبنى، على نحوٍ شبيهٍ بنباتات اللبلاب التي تحيط بالجدران المحتجزة والمصنوعة من طبقتين ذات دعم ذاتي من ألواح فولاذية تم اقتطاعها بواسطة آلة CNCالتي تتبع نظام الحاسب الآلي، ومن ثم تم تركيبها يدوياً على نحوٍ بالغ الدقة.
أما شركة Rojkind فقد كانت شديدة الحرص فيما يتعلق بتنفيذ هذا النوع من التصاميم الرقمية وبنائه، فقد قاموا بالتركيز على ترجمة النظريات الهندسية المعقدة وتحويلها إلى مخططات غاية في البساطة والوضوح، مع الاستفادة قدر الإمكان من بيئة العمل المحلية ضمن مدينة مكسيكو.
وأخيراً فإن تجربة الشركتين الغنية والعريضة عبر السنوات الماضية جعلت منهم يدركون تماماً صعوبة العثور على عمالة محلية في معظم البلدان وهذا ما حصل هنا عند تنفيذ مطعم Tori-Tori المميز.