آلة نفخ موسيقية في خزانة زجاجية؛ باختصار مقر ياماها

9

في حال أردنا الغوص في جوهر “ياماها”، المصنّع الأول في اليابان للآلات الموسيقية، وأردنا تجسيد ما خلصنا إليه في تصميمٍ معماري، فعلى هذا التصميم أن ينبثق أولاً وأخيراً من الصوت والموسيقى، كما وعليه أن يمثل اتحاداً بين التقليد والابتكار…

انطلاقاً من هذا المفهوم، قام فريق Nikken Sekkei بتصميم مبنى ياماها الجديد في العاصمة اليابانية طوكيو على شكل آلة نفخٍ موسيقية داخل خزانة زجاجية، في الوقت الذي تم فيه تشطيب الردهات الثلاث قبالة الشارع بموادٍ خشبية ليتم تزيينها بأشكالٍ مقوسة تشبه آلات النفخ.

فقد تم تشكيل واجهة المبنى باستخدام شبكة قطرية للتعبير عن انسيابية الموسيقى، وتتألف هذه الشبكة من ألواحٍ زجاجية ذهبية اللون تم اقتطاعها بشكلٍ عشوائي لتعبر هي الأخرى عن الآلات الموسيقية النحاسية، وليس هذا كل شيء، فقد أراد فريق العمل أن تعكس هذه الألواح صناعة الذهب اليابانية التقليدية، ولكن باستخدام أحدث التقنيات المعاصرة… والنتيجة إحساس عالي بالصوت والإيقاع في كل مرة ننظر بها إلى الألواح الزجاجية الذهبية وشبكة الكابلات المتقاطعة بشكلٍ قطري.

ولكن الأمر تعدى تطوير نوع جديد من الجدران المستعارة المكسوة بالألواح الزجاجية الملونة، فقد أرادت إدارة ياماها تأمين مبنىً يجمع في شخصه مختلف المرافق، مثل المحلات التجارية والصالات ومدارس الموسيقى المكدسة جنباً إلى جنب مع ردهات المبنى الثلاثة في وسطها.

كما يحظى كل مرفقٍ من هذه المرافق بنظام عزلٍ متطور، على نقيض الدرهات الثلاث التي تم تصميم كل واحدةٍ منها على نحوٍ مغاير، حيث نراها مفتوحة على شوارع جينزا من خلال الواجهة الشفافة المزينة بغبار الذهب.

وفي سبيل الوصول الى مساحة راقية مؤهلة لتضم الآلات الصوتية في هذه القاعة الحديثة، قام فريق Nikken Sekkei بتحديد مفهومين؛ الأول يركز على تعزيز صدى الأصوات من الأعلى، أما الثاني فيتعلق بوضوح الصوت من الآلات الموسيقية، وهنا تسترعينا الجدران الجانبية ذات الأسطح غير المستوية، التي استُخدمت في تصميم الشبكة القطرية على السطح الخارجي، بالإضافة إلى السقف المميز بأشكال الموجات الأولية في محاولةٍ لتوزيع الأصوات في كامل القاعة بشكلٍ متوازن.

ومن الملفت للانتباه هنا بأن هذه الأصداء المختلفة، بفعل الصوت المنعكس من السقف المنحني، سوف تسهم بجعل الصوت ينهمر بشدة من السقف، أما وباستخدام المواد الخشبية واعتماد أشكال مختلفة من الآلات الموسيقية، فإن القاعة نفسها تجعلنا نشعر بأننا داخل إحدى الآلات الموسيقية.

إقرأ ايضًا