من مجرد ردهة إلى نواةٍ حقيقية

0

يُقال عندما تحب شيئاً تبدع فيه؛ فهل تعتقدون بأن شركةً معماريةً باسم LOVE architecture and urbanism لن تكون قادرةً على الإبداع والابتكار؟!!

لم يكن هذا رأي عميلنا لليوم، حيث طلب من شركة LOVE المعمارية أن تعيد تصميم وتجديد مركزه التجاري هذا في مدينة ستيريا النمساوية وهو على ثقةٍ تامةٍ بأن النتيجة لن ترضيه وحده.

وتحت اسم “The New Gerngross” ظهرت هذه التحفة الفنية بعد أن طالتها العديد من التجديدات والتطويرات؛ فقد شاب المركز السابق التشويش بخطط متاجر بعيد عن التناسق؛ حيث الممرات معقدة ومربكة، والتنقل والتجوال صعب وعسير.

لذا ولتطوير هذا الوضع تم تحديث مخطط الطوابق الأرضي والأول والثاني والخامس كلياً، كما تمت إضافة وحدات بيع بالتجزئة أصغر مساحةً من سابقاتها، وكل ذلك بخطةٍ محكمةٍ قامت على التفكير بطريقةٍ “فارغةٍ” تماماً مثّلت حجر الأساس للتوصل إلى نظام توجهٍ متطورٍ عن سابقه.

أما عن الظروف السابقة التي كان على معماريي المشروع التعامل معها فقد تجسدت في:

• إضافة مساحة جديدة في كل مساحةٍ تجارية، بحيث تكون مساوية في المساحة ولكن بجودةٍ ونوعيةٍ أعلى وأفضل.

• على كل مستأجرٍ أن يغير موقعه مرتين فقط خلال فترة التجديد والتحديث.

• على نشاط التسوق اليومي ألا يتأثر إلا بشكلٍ طفيف خلا فترة إعادة التصميم.

وهكذا ولخلق مركزٍ تسوقيٍّ جديد كان لابد من الإتيان بفكرةٍ مذهلة تمثّلت في جعل ردهة المبنى المحور الأساسي فيه، بما تتضمنه من شبكة الأدراج الكهربائية الصاعدة والهابطة، لتتحول هذه إلى ما يشبه النواة التي تمثّل نقطة التوجه المركزية في هذا المركز التجاري.

بناءً عليه، عمل المصممون على تحويل الردهة الرابطة بين المحاور البصرية الأفقية والعمودية إلى نواةٍ حقيقية، حيث الأسقف والطوابق الفردية تبدو ملتفةً نحو الأعلى، ليتسع فراغ الردهة مع الصعود عبر الطوابق التجارية، الأمر الذي يتركنا في ردهةٍ أوسع وأكبر وأكثر انفتاحاً من حالتها السابقة.

فبهذه الطريقة تبدو المناطق التجارية والردهة وكأنها تنصهر مع بعضها البعض جاذبةً الطوابق الفردية نحو حوارٍ متبادلٍ ومحولةً المركز برمّته إلى استمراريةٍ خاصة وفريدةٍ من نوعها.

ولدعم وتعزيز هذا التأثير بشكلٍ أكبر جاءت الإضاءة ومواد البناء لتدلو بدلوها هنا؛ حيث تبدو كل من مواد البناء وطريقة انتقالها ضمن الطوابق الفردية حاضرةً كل الحضور في الردهة المميزة، فعلى سبيل المثال تبدو المناطق المعدنية الكبيرة المخرّمة وكأنما تنبثق من الأساسات البيضاء.

أما عن تجهيزات الإضاءة فقد توضعت بحريةٍ على أسقف الطوابق كلها، لتغطي أيضاً الانحناءات الملتفة في الردهة والأدراج الكهربائية، حتى تتحول إلى نقاط عمودية مضيئة تم وضعها في الكسوة المتعامدة في الغرفة المركزية.

بشكلٍ عام، تبدو الردهة خفيفة الوزن وديناميكية خاصةً بعد أن أصبحت الطوابق الفردية أوسع وأكثر انشراحاً وكل ذلك بفضل “حب” العمارة والتصميم…

إقرأ ايضًا