منتجع غولف يعيد للعمارة الكورية مجدها الضائع

13

بعد قيادة حوالي 30 دقيقة بالسيارة من مطار يوسو سوف تجد نفسك في واحدٍ من أعرق نوادي الغولف في كوريا الشمالية، وهو نادي ليك هيلز سون تشون، حيث يقع هذا النادي على إحدى التلال في مدينة سون تشون التابعة لمقاطعة جولا نام دو… يحيط به جبل سيونغسان من الجهة الجنوبية الشرقية ومجموعة من التلال الساحرة في الجهة الشمالية الغربية.

وقد حاول فريق Ken Min المعماري خلال تصميم هذا النادي الاستفادة من تاريخ سون تشون، التي كانت مركزاً للبوذية الكورية في عصر مملكة كوريو، فقد تجاوز الهدف بناء نادٍ للغولف وتعداه ليتناول قولبة العمارة التقليدية الكورية من جديد، وليس مجرد استنساخها أو تقليدها، ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى الكتلة الخشبية التقليدية، فعادةً ما تزدان المباني في كوريا بكسوةٍ خشبية دوناً عن غيرها من المباني.

حيث تم تطبيق أساليب البناء الحديثة فضلاً عن إجراء بعض التعديلات الإنشائية على الكتلة من أجل الاستفادة من المساحة لفترة طويلة، دون المساس بحرمة الأسقف المنحنية قطرياً والكتلة الخشبية في العمارة الكورية، أما لتحديد المواقع، أخذ فريق العمل بعين الاعتبار تضاريس ملعب الجولف المقابل للجهة الشمالية الغربية، لذا تم حشر الملعب في وسط الموقع، بينما تم توجيه الكتلة باتجاه قمم الجبال ومشاهد الغروب الساحرة.

بالعودة إلى العمارة الكورية، تم تشكيل المظلة عند المدخل وصولاً إلى الردهة إلى جانب المطعم وغرف الطعام الخاصة بوحيٍ من الحواف البارزة في الأسقف الكورية التقليدية، ومن الملفت هنا بأن كل شيء مصنوع من الخشب كما هي الحال بالنسبة لكلتة المبنى، التي تبرز عنها عارضة بطول 14 م وقنطرة مقلوبة بارتفاع 12 م، فجمال الإنشاء المعماري التقليدي الكوري يتعدى الكتلة نفسها بل يستمر حتى التشطيبات الداخلية.

أما المساحات التي تستخدم فيها المياه مثل غرف تغيير الملابس وحمامات البخار ومنطقة الاستحمام فقد تم تنفيذها باستخدام الإسمنت، بينما تم تصميم السقف على نحوٍ منحدر بعض الشيء، إذ يخدم سقف المنتجع هذا بمثابة مساحة خضراء صديقة للبيئة، وبالحديث عن البيئة، قام فريق Ken Min بضخ أشعة الشمس داخل المبنى من خلال بعض الألواح المثبتة على السقف.

ومن الملفت حيال هذا التصميم إمكانية تقسيم كتلة البناء إما إلى كتلة خشبية أو أخرى اسمنتية، حيث تضفي الكتلة الإسمنتية على المبنى شيئاً من النعومة والسلاسة، بينما تعزز الكتلة الخشبية من أناقة ودفئ المكان.

وأخيراً تنوعت مواد البناء بين الفولاذ والحجر وبين الخشب والزجاج، وبالطبع حجر الغرانيت الذي استخدم في العمارة التقليدية الكورية، في حين تم تصنيع الكتلة الخشبية في الولايات المتحدة، ومن ثم تجهيزها في اليابان قبل أن تستورده كوريا.

إقرأ ايضًا