في خريف هذا العام، وصل معهد الفيلم البريطاني (BFI) إلى مرحلة مفصلية في تاريخه الطويل في الحفاظ على تراث الأمة من الأفلام، فقد قام المعماري إدوارد كولينان بتصميم مبنى جديد لتخزين مجموعة المعهد القيمة من الأفلام وتبلغ أكثر من 460 ألف فيلم، وذلك ضمن ظروف بيئية مثالية خاضعة للرقابة عن كثب من أجل حماية هذه الأفلام التي لا تقدر بثمن على المدى الطويل.
ويأتي هذا المشروع كجزء من مبادرة Screen Heritage UK الوطنية بتمويل من وزارة الإعلام والثقافة والرياضة، والتي تضع في قائمة أهدافها الرئيسة منع تدهور وفقدان الأفلام في البلاد بحيث يمكن الوصول إليها في الحاضر والمستقبل، بدوره يهتم معهد BFI بجمع الأفلام الأكثر أهمية في العالم، وكنتيجة توثيق تاريخ الصورة المتحركة في بريطانيا من قبل ظهور السينما وحتى يومنا هذا.
أما عن دور المعماري كولينان إدوارد فقد قام بإجراء دراسة جدوى تفصيلية وخلص في النهاية إلى أنه لا يمكن تجديد مباني الأرشفة الحالية في BFI بشكلٍ مناسب، وأنه لابد من وجود منشأة جديدة كبيرة بما يكفي لاستيعاب جميع الأفلام، وقد أكد على ضرورة تشييدها في أقرب فرصة ممكنة.
وقد جاء الحل التقني النهائي نتيجة أبحاث مكثفة وتعاون بين المعماريين والمهندسين وخبراء السينما بالإضافة إلى معهد BFI، وذلك لتحديد أفضل طريقة لتخزين هذه المجموعة الكبيرة من الأفلام على نحو مستدام على مدى السنوات الخمسين المقبلة.
فقد تم تنفيذ المبنى باستخدام ألواح إسمنتية مسبقة الصنع، وذلك لتوفير الكتلة الحرارية اللازمة للحد من التقلبات في درجات الحرارة، وعلى الرغم من أن المبنى عبارة عن نموذج معماري بسيط للغاية، حيث يتألف من 30 مخزن متماثل في الحجم والشكل، كان لابد من ابتكار حل لخفض معدل تسرب الهواء.
ولأنه كان من الضروري تدعيم المبنى ضد الحرارة الشديدة لمنع حدوث الحريق، تم إجراء تحليل دقيق وفحص لمراقبة الجودة للتأكد من أن المبنى سيوفر درجة حرارة دون الصفر، ناهيك عن الرطوبة المنخفضة والوقاية من الحرائق.
يُشار إلى أن المبنى هو الأول من نوعه لتخزين كميات كبيرة من الأفلام في هذه الظروف الباردة والجافة، مما يؤهله للحصول على شهادة BREEAM في المستقبل.