أكبر مشروع تطوير عمراني في أمريكا الشمالية حالياً

4

لم تكن فرحة شركة بينغ ثوم المعماريةBTA فرحةً اعتيادية على إثر اختيارها لتصميم الخطة الرئيسة لحرم تارنتكاونتي في تكساس.

فهذا المشروع يأتي ضمن إطار إعادة تجديد 800 فدان من الأراضي المستصلحة المجاورة لمركز مدينة فورت ورث على طول نهر ترينيتي في ولاية تكساس الأمريكية.

وتحت اسم “Trinity Uptown Vision” يمثّل هذا المشروع أكبر مشروع تطوير عمراني يجري حالياً في أراضي أمريكا الشمالية؛ إذ تستهدف الخطة تحويل المنطقة المتعرضة لخطر الفيضانات إلى حيٍّ عمرانيٍّ جديد على الواجهة المائية، من شأنه تشجيع العائلات الشابة على الانتقال للعيش مجدداً في مركز المدينة.

ولجعل المجتمع الجديد أكثر توازناً واستدامة، استشعر مصممو BTA حاجة المدينة الماسة إلى مؤسسةٍ تعليميةٍ هامة في المنطقة، تكون مهمتها خدمة العشرة آلاف عائلة الجديدة التي ستنتقل إلى المنطقة.

وهكذا عندما عرضت الفرصة نفسها أمام فريق BTA في عام 2006، لم يترددوا أبداً في التعاون مع شركة بينيتبينرآندبيتيت المعمارية المحلية لتلبية رغبات الجهة العميلة -وهي كلية تارنتكاونتيTCC- في تصميم حرمٍ جامعيٍّ جديد تماماً في مركز المدينة.

فكونها واحدة من أكثر المناطق التعليمية والجامعية نماءً وازدهاراً في تكساس، نظراً لامتلاكها أربعة حرم جامعية في ضواحٍ مختلفة، رغبت إدارة كلية تارنتكاونتي في إنشاء حرمٍ جديدٍ لها في مركز المدينة، وقد وجدت في هذه الفكرة ثلاثة إيجابيات هامة؛ أولاً يمكن للكلية خدمة السكان القاطنين قرب مركز المدينة، وهم غالباً من مستويات تعليمية أدنى من مناطق أخرى نظراً لصعوبة وصولهم إلى الكليات.

وثانياً، سيؤدي نقل قسم التمريض والبرامج الصحية المرافقة إلى الحرم الجديد إلى تقريب هذه البرامج من مشافي مركز المدينة، كما أنه ثالثاً، سيساعد العاملين أصلاً في مركز المدينة على المشاركة في برنامج الكلية التعليمي الحيوي المستمر بشكلٍ دائم.

وبما أنها كجميع المؤسسات العامة المهتمة بالمجتمع لدرجةٍ كبيرة، أولت الكلية اهتماماً كبيراً لاستخدام الحرم الجديد في تطوير البيئة العمرانية في فورت ورث، فقد اكتشفوا بشكلٍ خاص أن هذا الحرم ممكن أن يتحول إلى رابطٍ بين مركز المدينة والواجهة المائية، وبالتالي سيتحول إلى بوابة لمشروع “Trinity Uptown Vision” التطويري، أي سيتحول إلى نقطة ربط قوية بباقي أجزاء المدينة.

لتحقيق كل ذلك، عالج معماريو BTA المساحات الخارجية كامتدادٍ لبرنامج المبنى، وذلك على الرغم من تحديات الطقس الحار والجاف.

حيث تم تطبيق استراتيجيات تنسيق الحدائق الإقليمية المناسبة لخلق سلسلةٍ من الغرف الخارجية ذات الحدائق المنسقة باستخدام أنظمة بيئية سلبية، تحوّل تلك المناخات الجزئية إلى مواطن ملائمة على مدار العام.

فمنذ بداية العملية التصميمية عمد معماريوBTA إلى معالجة كتلة وتوجه المباني بطريقةٍ تخفف من وطأة طقس فورت ورث.

حيث صمموا مجموعةً من المباني التي من الممكن لها التشارك بمصادر الطاقة بطريقةٍ فعالة، وأوجدوا مناخات جزئية مثالية ما بين هذه المباني.

كما تم توزيع الكتل والمباني المتجاورة بطريقةٍ ينتج عنها مساحات خارجية مظللة طبيعياً، الأمر الذي يزيد من راحة المستخدم ويشجع استخدام المساحات الخارجية على مدار العام.

علاوةً على ذلك تم تصميم سلسلةٍ من المباني السطحية الطويلة نسبياً بمواجهة مبنى مفرد عميق، وهذا ما يضاعف الاستفادة من الضوء الطبيعي، وبالتالي يقلل من استهلاك الطاقة.

الجدير بالذكر هنا أن هذا الحرم لا يخدم كصلة وصل بين مركز المدينة والواجهة المائية وحسب؛ وإنما يؤمن نافذة نحو الطبيعة، فما أن يدخل الزائر الحرم قدوماً من بيئةٍ عمرانية صاخبةٍ للغاية مصحوبة بحركة مرورية هائلة، يتابع بعدها طريقه عبر مساحات متوحدة داخل الحرم نفسه، لينسى بعدها وبشكلٍ تدريجي ذكرى المدينة، وينغمس في النهاية بالطبيعة الخلابة على ضفة النهر.

إقرأ ايضًا