من أجدر من الحيوان المدرع ليكون إلهاماً لتصميم محطة تدفئة في هولندا؟

5

قامت إدراة شركة Essent Energy للطاقة بتكليف فريق Bonnema المعماري بزعامة المهندس المعماري Jan van der Leij لتصميم محطة جديدة للتدفئة في هولندا وبالتحديد إلى الجنوب من Leeuwarden في عام 2006، وبالفعل استجاب الفريق للطلب على الفور وشرع بتصميم وحدة صناعية، يمكن تكراراها وتكييفها لتتناسب مع كل موقعٍ جديد في المستقبل.

كان الهدف من هذا التصميم رفع نوعية مباني Essent Energy، وجعلها تصبح في مصاف محطات التحويل السابقة، وتوفير الوقت في المستقبل عند بناء هكذا منشآت، اعتماداً على حجم المصنع المطلوب، إذ على التصاميم القادمة ألا تشكل انتهاكاً لهوية المبنى في حال توسعتها أو التقليص من حجمها.

كما قامت إدراة الشركة العريقة بتعديل واقع تموضع هكذا منشآت في بيئةٍ صناعيةٍ مجردة، ودراسة إمكانية تنفيذها في بيئةٍ عمرانية أكثر حساسية، وبالمقابل خضع معماريو Bonnema لهذه الرغبة، وتم تنفيذ المهمة بوحيٍ من الحيوان المدرع، في تأمين ما يشبه الدرع أو الكسوة حول المصدر الحراري على شكل طبقةٍ عازلة للحرارة.

لاحقاً قام فريق العمل بتطوير كسوة مناسبة بالاعتماد على الحالة العمرانية من خلال تعديل الحجم، وكان الفولاذ هو الخيار الأمثل بالإضافة إلى النحاس وحتى الألواح الشمسية، أما من ناحية موقع المحطة إلى الجنوب من Leeuwarden، والذي كان فيما سبق أول مبنى اسمنتي متتابع، يمكننا القول بأن قرى Frisian terp المحيطة قد قامت بإضافة بعض الملامح الريفية على عمارة المكان، حيث تعتبر قريتي Jabikswoude و Techum إحدى أهم القرى السكنية المتطورة، على الرغم من الحفاظ على الطابع الأخضر فيها.

إذ تتميز قرى Frisian بوجود العديد من المباني السكنية الصغيرة جنباً إلى جنب مع بيوت المزارع والحظائر، ونلاحظ بالنظر إلى كلا القريتين، بأن الملامح المعمارية الرئيسية لبعض المباني الوظيفية المحددة مثل المدارس ومراكز التسوق، وأيضاً محطات التدفئة، تشبه إلى حدٍ بعيد الملامح المعمارية للحظائر، ولكنها في الوقت نفسه لم تصل لتصبح نسخةً عن عمارتها.

ولذلك فإننا نرى محطة التدفئة قد تم تطويرها وفقاً لهذا الواقع، إذ تبدأ كتلة المحطة منخفضةً عند النهايات ومن ثم ترتفع إلى الأعلى باتجاه المركز، في حين نلاحظ بأن أسطح السقف تظهر كجزءٍ من أسطح الحظيرة بأحجارها السيراميكية البرتقالية المسطحة، من جهةٍ أخرى فقد تم بناء الدعامة، والتي من شأنها تأمين مسافة واضحة للمساحة الداخلية، إلى الخلف من الواجهة الزجاجية أو الشبكية، الأمر الذي سمح بخلق عقدةٍ مرئية مع الأضواء الداخلية في المساء.

وأخيراً فقد ساهمت هذه المنطقة المثلثية إلى تعديلٍ في الخطة القياسية، فعلى سبيل المثال، تم تضمين بعض المرافق مثل وحدات التبريد وصناديق التوزيع ومجموعة المداخن داخل قاعدة البناء القرميدية القاتمة، التي تشير إلى قواعد منازل المزارع القرميدية التقليدية، كما وتم ابتكار وحدات تدفئة تعمل على الغاز الحيوي بالإضافة إلى وحدات تدفئة (احتياطية) التي تعمل على الغاز العادي، حيث سيقوم أحد مصانع التخمير في مزرعة Nij Bosma Zathe المجاورة في بوكسوم بمدها بالطاقة اللازمة.

إقرأ ايضًا