سفينة فضاء كورية تأخذنا لعصور ما قبل التاريخ

2

قد تبدو الصور المرفقة غير حقيقية للوهلة الأولى، ولكننا نؤكد لك عزيزي القارئ بأنها حقيقية مئة بالمئة وتعود لمتحف Jeongok ما قبل التاريخ في كوريا من تصميم فريق X-TU المعماري.

قد تظن بأن كتلة المتحف المكسوة بالكروم ما هي إلا سفينة فضاء هاربة من المستقبل، ولكننا سنحاول اليوم أن نغوص أكثر في غياهب هذه الكتلة لنتعرف عليها عن قرب، علّ هذه الكبسولة تشبع استفساراتك واستفساراتنا حيال أسرار البشرية قبل عصورٍ وعصور.

وكأنها ثعبانٌ طويل ونحيف… تتلوى كتلة المتحف حول التضاريس الطبيعية للموقع الحجري في مقاطعة Jeongok حيث تم اكتشاف أول فأس يدوي في شرق آسيا، وعلى الرغم من تشابه هذه الكتلة مع السفن الفضائية إلى حدٍّ ما، تشير هنا كتلة المتحف إلى الإنسان الأول وعلاقته بالأرض والنهر المجاور، كما تحاكي بشكلها الأنبوبي المثقّب من جهةٍ أخرى جلود الثعابين، لتعكس الكسوة اللامعة المناطق المحيطة بها، إذ تنبثق الأضواء في الليل من خلال ثقوب الكتلة لتحول المتحف إلى منارةٍ وسط الموقع المقفر.

وننتقل إلى الداخل، حيث يكشف المتحف عن سلسلة متتابعة من المعارض فضلاً عن مساحاتٍ تعليمية على شكل مساحاتٍ طبيعية مفتوحة لتعريف الزوار بالإنسان الأول عن قرب، فلا تستغرب لو رأيت قرداً هنا وشامبانزي هناك، إنها أدوات عرضٍ لا أكثر ولا أقل، وإن كنت لا تزال مصراً على أنها سفينة فضائية، نقول لك لا تنخدع بالتشطيبات الداخلية، فقد أراد فريق X-TU جعل المعارض تبدو من روح هذا العصر ليس إلا.

فلا أحد يرغب برؤية هياكل عظمية أحفورية لبشرٍ كانت أم لحيوانات، ولكن تشطيبات المتحف الداخلية نجحت بجعل الزوار يستمتعون بمشاهدة هذه الهياكل دونما ترهيب، فالنية أولاً وأخيراً عرض التاريخ الطبيعي لوادي Chugaryeong ويظهر ذلك جلياً لدى رؤية المشاهد الطبيعية الخارجية التي تم الحفاظ عليها في حالتها الطبيعية.

كما ويسترعينا لدى تفحص المتحف من الخارج، السطح المعدني المثقب، حيث تم تخريق هذا السطح بمجموعة من الفتحات الزجاجية الهادفة لإدخال الضوء الطبيعي إلى المساحات الداخلية جنباً إلى جنب مع النوافذ المثبتة في السقف، والتي يمكن التحكم بها وفق احتياجات المعرض.

ولمن يرغب بزيارة المتحف، نعدكم بالانتهاء من أعمال البناء في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

إقرأ ايضًا