أعلنت الحكومة الإسبانية مركز إي بي سي للرسم والتصميم رمزاً ثقافياً ومرجعاً معمارياً عالمياً، فقد نجح فريق Aranguren & Gallegos في رفد إحدى المصانع القديمة في مدريد بتركيبة معمارية مبتكرة استطاعت أن تحول المبنى التاريخي إلى مبنى معاصر يضج بمجموعة متنوعة من المؤسسات الثقافية والفنية.
في المقابل يحظى هذا المبنى بموقع استراتيجي قل نظيره بين مباني مدريد التاريخية، فعلى سبيل المثال يوجد هنالك ممر وصول مزدوج يربط بين شارعين في الفناء الداخلي، كما كان أحد هذه المداخل -قبل أن يتحول المبنى إلى ما هو عليه الآن- عبارة عن كتلة طولانية مرتفعة تحجب الفناء، ولكنه اليوم بات ممر الوصول الرئيس إلى مركز إي بي سي الجديد.
استدعى تحويل الكتلة الطولانية إلى ممر وصول إعادة هيكلة تلك الكتلة من جديد، وتحويلها إلى عارضة رائعة من الزجاج الشفاف، كي تعمل هذه العارضة في المستقبل بمثابة عتبة نحو الفناء الداخلي، أما الطابق الذي يقع أسفل هذه العارضة فقد تم تحويله إلى كافتيريا، وبذلك نجح Aranguren & Gallegos في جعل الطابق السفلي من المبنى الجديد يلتقط أشعة الشمس.
كما وقام المعماري José González Gallegos بتصميم مساحة أو ردهة، من شأنها التعبير عن الطابع المعاصر والحديث للمركز، وبذلك نجح بتحويل الساحة إلى ممر وصول سوف يخدم في المستقبل أيضاً بمثابة ردهة أمام مدخل المساحة الداخلية، وقد استند Gallegos على خلق ساحة ثنائية السطح تشكلت بفعل الأرضية الأفقية للساحة والواجهة العمودية من المبنى القديم.
ومن الملفت حيال هذه الأرضية والواجهة وجود مجموعة من الثقوب الثلاثية المتماثلة من شأنها إدخال الضوء الطبيعي إلى المساحة، وكنتيجة، سوف تغدو المساحة “عديمة الوزن” تمزج بين الحقيقة والوهم والرمزية، وكما لو كانت “مغناطيس كبير” سوف تقوم بجذبنا وحثنا على الدخول إلى المركز الجديد.