فوستر… لاعب ماكلارين الجديد

3

إلى جميع عشاق سيارات ماكلارين الرياضية، وردنا عن مكتب فوستر آند بارتنرز افتتاح مركز ماكلارين رسمياً بحضور رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ويعتبر هذا المركز التعاون الثاني بين فوستر وماكلارين بعد مركز ماكلارين للتقنية، فهل أنت مستعد لجولة سريعة سرعة سيارات الماكلارين في خفايا عالم فوستر؟

في الجهة الجنوبية الغربية من مركز ماكلارين للتقنية، سوف يستقبلك المركز الجديد بارتفاع يتجاوز الستة أمتار وطول 200 متر وعرض 100 متر، وهناك سوف تتعرف عن قرب على آلية تجميع سيارات ماكلارين أوتوموتيف بما في ذلك سيارة MP4-12C الرياضية المنتظرة.

كما ويمكنك بمجرد تجاوز نفق تحت الأرض، يربط بين المبنيين بطول 100م، الوصول إلى المركز القديم، الذي يشترك بعمارة قريبة إلى حدٍ ما من عمارة المركز الجديد، ويبدو ذلك جلياً بالنظر إلى المدخل على شكل إسطوانة زجاجية مستديرة أسفل مظلة السقف المتدلية.

بعيد تجاوز المدخل، سوف تلاحظ وجود مساحة كبيرة بين كل عمود، حيث تم رصف منطقة الإنتاج (34,500 متر مربع) بأعمدة متباعدة فيما بينها بما يكفي لتضمين خدمات التصنيع، فلم يكن بمقدور فوستر أن يتجاهل بأنه مرفق للتصنيع في النهاية، وقد اقترح كحلٍ لهذه المشكلة ترك مسافة لابأس بها بين الأعمدة.

من جهة أخرى، سوف تلاحظ بأن تنظيم طابقي المبنى بشكلٍ طولاني يعكس إلى حدٍ ما انسيابية خط الإنتاج؛ حيث يتم توصيل القطع وتجميع السيارات ومن ثم طلاؤها واختبارها، قبل أن تذهب للغسيل وتغادر المبنى.

تحت هذه المنطقة، ونقصد هاهنا منطقة الإنتاج، يمتد قبو على كامل المساحة، معد للتخزين، أما فوق، فيوجد هنالك طابق ميزانين يطل مباشرة على المنطقة، وهنا لابد لنا من الإشادة ببراعة فريق تصنيع سيارات ماكلارين، فكل شيء يتم تحت سقفٍ واحد، وما من داعٍ لخروج السيارة إلّا لمكانٍ واحد، صالة البيع!

وعلى الرغم من أن مركز إنتاج ماكلارين يمثل زيادة كبيرة في قدرات ماكلارين، يحتل المبنى حفرة في الموقع، فقد أراد فوستر من وراء ذلك إضفاء صفة السرية على المركز، فالطابق السفلي على سبيل المثال مغمور تحت الأرض بشكلٍ كامل، في الوقت الذي يبدو فيه الطابق العلوي غير مرئي تقريباً عند التواجد في الطريق المجاور، وقد عززت الأشجار الكثيفة المحيطة بالمركز من هذه السرية أضعافاً مضاعفة.

أثناء تركيزه على فرض ما يشبه الطوق الأمني على المركز، لم يغفل فوستر عن تضمين ميزات التصميم الأخضر في المركز، فالسقف قادر على جمع مياه الأمطار وجاهز لاستقبال تصميمه الألواح الشمسية في المستقبل، في حين جهز المبنى بنظام تهوية بديلة منخفض الطاقة، بالحديث عن الميزات الخضراء، لابد لنا من الإشارة إلى أن فوستر لم يقم بإزالة التربة من الموقع، بل على العكس قام باستخدام جميع المواد المستخرجة في عملية إخفاء مبنى داخل النطاق الأخضر.

فعلى حد تعبير اللورد نفسه فإن “مركز إنتاج ماكلارين ما هو إلا قفزة إلى الأمام في تطور مزيد من المباني الصناعية، سواء من الناحية الاجتماعية أو من الناحية التقنية، أما القاعة الرئيسة فما هي إلا انعكاس لنقاوة وأناقة سيارات ماكلارين، التي سوف تخرج في النهاية من خط الانتاج.

لقد كان هذا المشروع فرصة جديدة رائعة للعمل مع رون دينيس، الراعي الكبير والصديق، كما وكان دليلاً على جهد الفريق الرائع، الذي لم يستغرق تنفيذ المركز منه سوى اثني عشر شهراً.

وقد قابلتنا -والكلام لفوستر- مجموعة من التحديات؛ من قيود الموقع إلى متطلبات التصنيع، إذ يمتاز عمل ماكلارين بالدقة، ويبدو ذلك جلياً بالنظر إلى خط الإنتاج الذي يبدو أشبه بغرفة عمليات، وهو ما فرض على عمارة المركز أن تعكس هذه الدقة في أدق التفاصيل، وقد حاولنا في مركز الإنتاج هذا أن نعكس خبرتنا في مركز التقنية، وكانت النتيجة عائلة واحدة من المباني التي تنطق بلسان واحد.”

ولكن مع فارق واحد، فقد استغرق تنفيذ مركز ماكلارين للتقنية ستة سنوات، في حين استغرق تنفيذ مركز ماكلارين للإنتاج ثلاثة سنوات، على الرغم من أن، والكلام لنايجل دانسي، مدير التصميم في فوستر آند بارتنرز، بأن “الفريق نفسه عمل في كلا المشروعين، وقد سمح لنا هذا بمعرفة إمكانيات فريقنا.”

عائلة المباني هذه، وفقاً للمعماري إيوان جونز؛ الشريك في فوستر آند بارتنرز، موحدة فيما بينها في أدق التفاصيل، فالتشطيبات على سبيل المثال واحدة، في الوقت الذي يرتبط فيه المبنيان عبر نفق طويل، فبمجرد عبور النفق، سوف تجد نفسك في المبنى الآخر، وقد سمح هذا الإجراء وغيره من الإجراءات الإنشائية، بتعزيز عامل المرونة داخل موقع ماكلارين بشكلٍ عام، ومركز إنتاج ماكلارين بشكلٍ خاص، ناهيك عن خفض كلفة البناء.

بعد هذه الجولة، سوف تكتشف بأن المركز مختلف عما هو عليه من الخارج، فلم يكن بمقدورك إدراك حجمه ما لم تتعرف على منطقة الإنتاج عن قرب، فأنت في عالم فوستر في النهاية، العالم المليء بالخفايا!

إقرأ ايضًا