مبنى ثقافي هجين لم يسبق له مثيل

65

لا تحلو المنافسة إلا بمنافسين أقوياء، ومع زها حديد وشركة Neutelings Riedijk الهولندية في قائمة آخر المتنافسين لن تكون مهمة تصميم مركز الرقص والموسيقى في مدينة هوغ، هولندا سهلةً على الإطلاق. فهاهي شركة RAU تزاحم بين هؤلاء النجوم بالتعاون مع وكالة التصميم العمراني، شركة Powerhouse لتبدع تصميم المركز الذي سيحتضن قاعات أداء ومكاتب وغرف تدريب بالإضافة إلى مركزٍ تعليميٍّ يتوضع في سقف المشروع.

بالدخول في صلب الموضوع مباشرةً، نطلعكم على أن المنحنى الزجاجي العمودي الذي يطوق المبنى يؤمن إطلالةً على مساحة الردهة والساحة، ليكشف في نفس الوقت عن كل المجريات والأحداث التي يحتضنها المبنى وللخارج مباشرةً.

كما تظهر حركة العروض والمؤديين في تصميم المدرجات وفقاً للمفهوم التصميمي الذي يتبناه المشروع، حيث يظهر البناء شفافاً لعامة الشعب والمدينة وساحة سويبلين، ليمثل بذلك منصةً للفنون المسرحية ومحرّكاً للساحة والمدينة. أما عن تصميم المساحات الداعمة وغرف التدريب فقد جاء على هيئة أشكالٍ محايدة ومفتوحة ومرنة تظهر من خلالها حركة المدرجات في ترابطها مع الموقع.

وبما أن هذا المركز سيحتضن أربعة معاهد في نفس الوقت، فإن طموح هذه المعاهد سيظهر واضحاً في التصميم خالقاً تآزراً فيما بينها، لتفوق النتيجة مجرد جمع أربعة معاهد في مرفقٍ واحد. فتماماً كتعدد المعاهد سيتعدد المستخدمون، حيث سيكون بينهم الطلاب والمحترفين، والأساتذة والزوار، وستتنوع الأماكن بين غرف تدريب ومدرجات كبيرة، وبناءً عليه سيعكس تصميم المركز تآزراً بين جميع المستخدمين والاستخدامات إلى حدٍ بعيدٍ. وهكذا سيخلق تنوع المسخدمين مبنىً ثقافياً هجيناً فريداً من نوعه لا مثيل له في كافة أصقاع العالم. كما سيمثّل في نفس الوقت مشروعاً يطرح العديد من التحديات الصعبة والهامة.

فعلى سبيل المثال سيكون على المشروع أن يعطي إجاباتٍ لكلٍ من الأسئلة التالية: كيف يمكن خلق هويةً مشتركةً مع احترام خلفيات المستخدمين الفريدة في نفس الوقت؟ وكيف يمكن أن يجمع التصميم مساحةً محايدةً ومرنةً ومفتوحة تلبي احتياجات عمليات تحضير وخلق الفنون المسرحية التي يجب أن تكون في الوقت نفسه مساحات محددة وحميمية ومثالية من الناحية التقنية لتلائم الاستعرضات المقدَمة؟ وختاماً، إن كان المبنى عبارة عن مختبر للفنون المسرحية التي تحدث في نقطةٍ محددةٍ من الزمن، كيف يمكن لهذه المساحة أن تأخذ شكلاً يتحدى الزمن؟

وبناءً على هذه المتطلبات والمعايير جاء التصميم بمفهومٍ بسيطٍ يمكن قراءته على قسمين؛ إطارٌ فراغيٌّ واضح يخلق كتلةً مساحةٍ مفتوحةٍ تتوضع ضمن الإطار نفسه. وهكذا تقوم الكتل الانسيابية الواقعة ضمن المساحة المفتوحة بالتأكيد على إيقاع وحركة العروض المسرحية. حيث تشكل الجداران والسقف الكتلة الواضحة والفعالة المفتوحة بجهة الساحة، في حين يحتضن الجدار الخلفي المساحات الداعمة ومساحات التحضير التي يمكن وضعها ضمن طوابق المكاتب.

النتيجة، بناءٌ للحوار والاستكشاف لكلٍ من الفنانين والمدينة.

إقرأ ايضًا